واصلت القوات الحكومية اليمنية بعد ظهر أمس، وبعد هدنة صباحية، قصف مواقع وتحصينات وتجمعات المتمردين «الحوثيين» في معظم مديريات محافظة صعدة (شمال غرب البلاد) بعدما حاول «الحوثيون» فتح جبهات جديدة لتشتيت زخم القوة الحكومية الضاربة واستدراج الجيش الى «حرب عصابات» تعطيهم بعض المزايا، وتطيل امد المعارك وتساعدهم في اي مفاوضات مقبلة. وذكر ان عبد الملك الحوثي زعيم التمرد يقود ما يصل الى ثمانية الاف مسلح يتوزعون على مساحات شاسعة في القرى والجبال الحصينة. وتمكنت وحدات من الجيش امس من إفشال هجوم شنه «الحوثيون» صباحاً على المجمع الحكومي في مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران، وقتلت 16 من المهاجمين وجرحت نحو 7 آخرين، اضافة إلى مقتل 6 «حوثيين» في ضربة صاروخية شنتها القوات الحكومية استهدفت موقعاً لهم في المنطقة، فيما قتل جنديان برصاص قناص من أتباع «الحوثي» كان على دراجة نارية. ومع نجاح قوات الجيش في صد محاولة «الحوثيين» فتح جبهة خلفية في منطقة حرف سفيان، لتخفيف الضغط الذي يشكله القصف المدفعي والصاروخي على مواقعهم في صعدة، أكدت مصادر محلية ل «الحياة» أن «الحوثيين» تكبدوا الخميس والجمعة اكثر من 30 قتيلاً وعشرات الجرحى. وقالت المصادر أن زعيم التمرد يقود حوالى 8 آلاف من أتباعه وزعهم في مختلف مناطق المواجهة مع الدولة في محافظات صعدة، وعمران، والجوف، بالإضافة إلى بعض «المجموعات السرية» في محافظة صنعاء وعدد من المناطق. وشنت أجهزة الأمن والشرطة حملة اعتقالات واسعة، خلال ملاحقة مشبوهين بانتمائهم الى حركة التمرد في صعدة، بالإضافة إلى مطلوبين أمنياً بينهم عناصر كانت السلطات أطلقت سراحهم خلال فترات الهدنة التي تخللتها جولات الحرب السابقة في محافظة صعدة منذ عام 2004. وعلمت «الحياة» ان توجهات رئاسية صدرت الى مختلف القطاعات الأمنية والعسكرية والسلطة المحلية في صعدة بعدم التعاطي مع أي طروحات ل «الحوثيين» في شأن هدنة جديدة أو ترتيب وقف لإطلاق النار ما لم يقبل زعيم التمرد بالشروط الستة التي أعلنتها اللجنة الأمنية العليا قبل يومين لوقف الحرب وإعادة السلام الى صعدة. وقالت المصادر أن «الحوثيين» قدموا الى لجنة السلام المحلية في صعدة اقتراحات تتناول استعدادهم للقبول بوساطة جديدة، غير أن رد الدولة كان واضحاً وصريحاً وحاسماً وكانت الاجابة «هذا كلام مرفوض... إما القبول بالشروط فوراً وإما الحسم العسكري». إلى ذلك أعلن محافظ صعدة حسن محمد مناع أن «الحوثيين» خطفوا أمس 15 شخصاً من موظفي وعمال الإغاثة في الهلال الأحمر بينهم أطباء وممرضون وموظفون وإداريون. وقال المحافظ في تصريح بثه موقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع «أن عناصر التخريب والتمرد والإرهاب خطفوا موظفي الإغاثة من مخيم العند للنازحين أثناء تأديتهم مهامهم الإنسانية، وأن الخاطفين عصبوا، وبصورة غير إنسانية وغير لائقة،عيون المخطوفين واعتدوا عليهم بالضرب وووجهوا اليهم الشتائم واسمعوهم كلمات وألفاظ بذيئة. وأضاف مناع «أن المتمردين هاجموا مكتب الزراعة في منطقة العند وأتلفوا بعض المعدات ونهبوا معدات شبكات الري التي كان يفترض توزيعها على مئات المزارعين بالإضافة إلى نهب أثاث المكتب». واتهم المحافظ «الحوثيين» بتشريد نحو 17 ألف أسرة من منازلها وقراها خلال 4 أيام في مديريات ساقين، وغمر، وحيدان، وشدا، والملاحيظ، ومجز، وقطابر، وبعض المناطق في الصفراء، وسحار، وكتاف، وتحديداً منطقة آل سالم. وأشار إلى أن «الحوثيين» قتلوا في الأيام الأخيرة أربعة من شيوخ القبائل و15 مواطناً بينهم نساء وأطفال وتدمير عدد من منازل المواطنين في تلك المناطق.