لتتحقق مفاجأة تشغل الشارع الرياضي في كأس ولي العهد، يجب أن تتابع الجماهير سقوط أحد الأندية الكبيرة، الشباب أو النصر والأهلي، أو حتى الهلال والاتحاد، وإذا ما علمنا أن الأخيرين سيلتقيان في مباراة واحدة فإن عنصر المفاجأة لن يشملهما لتكافؤ فرصهما في خطف البطاقة، وبالعودة إلى الأهلي فإنه تخطى عقبة هجر، أما «حامل اللقب» النصر كسب القادسية، أما آخر الأبطال المتوجين في الكرة السعودية الشباب فوقع ضحية «المفاجأة». الخليج الصاعد حديثاً إلى مصاف دوري عبداللطيف جميل، كان الفريق الذي استجمع كل قواه للمضي قدماً في مسابقة كأس ولي العهد، فالخصم في دور الثمانية سيكون بالمستوى ذاته وتحديداً العروبة الذي صعد في الموسم قبل الماضي، ولكن المنافس في دور ال16 هو الشباب أحد المرشحين للقب، إلا أن الخليج أراد أن تكون كلمة أندية المنطقة الشرقية حاضرة بعد هبوط الاتفاق ومن قبله القادسية والنهضة، فكان على الموعد عندما نجح في التغلب على ضيفه الشبابي بهدفين لهدف، وطار بذلك إلى دور الثمانية لملاقاة العروبة، وبالتالي ارتفع سقف الطموح في مسابقة كأس ولي العهد، خصوصاً أن دور نصف النهائي لم يعد بعيداً عن «الفريق الأصفر». قدرة الخليج على الذهاب بعيداً لم يأت إثباتها بالفوز على الشباب أول من أمس، في الموسم الماضي أقصوا الاتحاد من عقر داره بركلات الترجيح، على رغم أنهم حينها كانوا ينافسون في «ركاء» دوري الدرجة الأولى، وبالرجوع إلى أزمنة أكثر قدماً نجد أن أبناء المنطقة الشرقية نجحوا قبل 10 أعوام في هزيمة حامل لقب الدوري حينها الشباب في الرياض، بنتيجة ثقيلة قوامها أربعة أهداف في مقابل هدف، وسجل نصفها حسين التركي الذي ما زال يمثل الخليج حتى اليوم. ثمن نهائي كأس ولي العهد شهد اجتياز «حامل اللقب» ضيفه القادسية من دون معاناة بهدفين إلى هدف، إذ سيتعين على النصر ملاقاة الشعلة الذي تجاوز الفيصلي، وسيجمعهما لقاء دور الثمانية في الخرج، ومن بعد دور ال16 مواجهة كبيرة واحدة تأتي عقبة ثقيلة أمام النصر في طريقه نحو المحافظة على لقبه، يضمن تحققها تخطي النصر للشعلة، إضافة إلى نجاح الأهلي في تجاوز حطين، ليجتمع أصفر العاصمة بأخضر جدة قبل أن يقصي أحدهم الآخر. لكن الأدوار الأولية من البطولة لم تغيّب المباريات الكبيرة، إذ تنتظر الجماهير بشغف مواجهة «الكلاسيكو» التي تجمع الاتحاد بنظيره الهلال في ملعب الملك عبدالله في جدة، لكن موعد المباراة لا زال وحتى اليوم مجهولاً بانتظار ما ستسفر عنه مشاركة الهلال في دوري أبطال آسيا. وكان الطرفان تقابلا في السنوات ال10 الأخيرة لكأس ولي العهد في مناسبتين، جاءت الأولى عام 2005 ونجح الهلال في الفوز بمجموع مباراتي الذهاب والإياب، قبل أن تأتي الثانية عام 2012 ليستطيع الهلال من فرض سيطرته على «كلاسيكو» ولي العهد بعد أن تخطى غريمه وحقق لقب البطولة.