دعا نائب رئيس الجمهورية العراقية أسامة النجيفي التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» إلى اتباع استراتيجية «واضحة»، وإلى دعم السكان المحاصرين عسكرياً «لتحرير مناطقهم»، فيما شدد زعيم «الاتحاد الإسلامي» الكردي محمد فرج على أن «السنة العرب هم مفتاح الحل لاستعادة المدن من قبضة داعش». وأجرى النجيفي مساء الثلثاء محادثات في أربيل تركزت حول الموقف الكردي من «تشكيل الحكومة الجديدة وبرنامجها»، وحل الخلافات مع بغداد، فضلاً عن توسيع الضربات الجوية للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، وآلية استعادة المناطق الواقعة تحت سيطرته. وأفاد بيان لمكتب النجيفي أن الأخير بحث مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني في «الموقف الكردي من تشكيل الحكومة وطبيعة برنامجها والحرص على إنجاحها من خلال معالجة الأخطاء السابقة عبر التعاون والتنسيق بروح الفريق الواحد، والاختبار الحقيقي يكمن في تنفيذ الاتفاقات، في ظل توفر فرصة حقيقية للإصلاح». ودعا النجيفي «التحالف الدولي إلى تبني برنامج واضح بما يحقق المصلحة العامة للعراقيين، بخاصة مواطني المناطق التي عانت من سيطرة داعش، فهم من سيحررون مناطقهم، ويستحقون الدعم بمستلزمات المعركة القادمة»، في المقابل شدد بارزاني على أن «الانهيار الذي حصل كان مفاجأة كبيرة يتحملها قادة الجيش والسياسة الفاشلة في المرحلة السابقة، وهناك ضرورة لتحرير الموصل وذلك يتطلب تعبئة جادة وجهوداً استثنائية». وفي لقاء مماثل أجراه مع زعيم «الاتحاد الإسلامي» محمد فرج، أكد النجيفي «سعيه إلى إنجاح الحكومة حسب الاتفاق السياسي والسقوف الزمنية المتفق عليها»، في المقابل ذكر فرج أن «المرحلة السابقة شهدت إقصاء الكرد والسنة العرب وقد أدرك المجتمع الدولي هذه الحقيقة»، معرباً عن مساندته لتشكيل «الحرس الوطني، لأنه يساهم في الاستقرار، ومفتاح الحل هم مواطنو المناطق التي سيطرت عليها داعش وهم تحديداً السنة العرب». من جهة أخرى، هدد بارزاني خلال لقائه السفير البريطاني لدى العراق فرانك بيكر «بمعاقبة كل المتعاونين مع إرهابيي تنظيم داعش الذين شاركوهم في جرائم القتل والنهب والإعتداء على الناس الآمنين، مع ضرورة التمييز بينهم والمتورطين مع التنظيم»، وجاء في بيان رئاسة الإقليم أن الجانبين «أتفقا على ضرورة العمل الجدي على المستوى السياسي لمكافحة إرهابيي داعش بالتزامن مع الضربات العسكرية». وفي سياق آخر، نفى نائب مسؤول العلاقات الخارجية في الحكومة الكردية ديندار زيباري «تعرض نساء لاجئات من الأكراد السوريين في الإقليم للاستغلال الجنسي»، وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في اربيل إن «ما جاء في تقرير لمنظمة حقوقية بعيد من الحقيقة، كما لم يتطرق إلى المساعدات وما قدمته حكومة الإقليم». وذلك رداً على تقرير نشرته منظمة «وارفين» بالتعاون مع الأممالمتحدة أشارت فيه إلى «تعرض اللاجئات السوريات إلى استغلال جنسي من أصحاب العمل أو داخل المخيمات»، وأشار زيباري إلى أن «التقرير لم يتطرق في شكل مفصل إلى ما قدمه الإقليم من مساعدات للنازحين من دون أن يتلقى أي دعم من الحكومة العراقية أو الأممالمتحدة».