تتجه الخرطوم إلى بناء شراكة استراتيجية مع موسكو في المجالات العسكرية والاقتصادية مع استمرار العقوبات الأميركية على البلاد وتراجع علاقاتها الخليجية وفتورها مع ايران، بينما استبعدت الحكومة اندلاع احتجاجات في الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في أيلول (سبتمبر) الماضي، ضد رفع أسعار الوقود، وسقط ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى. وذكرت مصادر رسمية مطلعة في الخرطوم ل «الحياة» أن السودان وروسيا وقّعا أكثر من 20 بروتوكولاً في مجالات التعاون العسكري التجاري والاقتصادي والنفطي خلال الفترة الماضية وسيبدأ تطبيقها قريباً. وذكرت أن الضغوط الغربية والعقوبات الأميركية على البلاد منذ مطلع التسعينات دفعت الخرطوم إلى الاتجاه للتعاون مع الصين والهند وماليزيا. كما واجهت الخرطوم تعقيدات جديدة خلّفتها العقوبات الأميركية المستمرة منذ 17 سنة، وعززها تراجع العلاقات مع دول خليجية والفتور مع طهران عقب اغلاق المراكز الثقافية الإيرانية أخيراً في السودان. وأضافت المصادر ذاتها أن الحكومة لا تثق في وعود أميركية وغربية برفع الحصار بسبب أزمة الثقة بين الجانبين، موضحة أن الدول الغربية وعدت الخرطوم غير مرة بتطبيع العلاقات لكنها لم تفِ بوعدها، ما دفع السودان الى توسيع مجالات التعاون مع موسكو في كل المجالات. وأعرب السفير الروسي في الخرطوم أمير غياث شيرينسكي، عن تقدير بلاده موقف السودان المبدئي والثابت الداعم لروسيا في تطورات الأحداث في أوكرانيا، عبر التصويت لمصلحة موسكو في الأممالمتحدة. وأكد السفير الروسي بعد لقائه نائب الرئيس السوداني بكري حسن صالح، دعم بلاده للسودان في مجلس الأمن في قضية الوضع في دارفور، ومناطق النزاع الأخرى.وتوقع شيرينسكي زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخرطوم في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. من جهة أخرى، استبعدت نائبة رئيس البرلمان السوداني سامية أحمد محمد اندلاع احتجاجات بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لاحتجاجات أيلول. وقالت: «لا توجد أسباب لاندلاع احتجاجات شعبية في ذكرى تظاهرات أيلول». وقلّلت من شأن الدعوات التي أطلقها معارضون لإحياء الذكرى وتأبين الضحايا اليوم وغداً الجمعة.