اعلنت مجلة الآداب اللبنانية العريقة توقفها عن الصدور "موقتا" الى حين توافر "صيغة جديدة قادرة على الاستمرار سنوات طويلة" مؤكدة ان قرار الاقفال ليس على خلفية مالية، بحسب ما جاء في مقال افتتاحي لناشرها في عددها الاخير. وقال الناشر والكاتب اللبناني سماح ادريس في مقال افتتاحي في عدد خريف 2012 الذي يوزع اعتبارا من 22 كانون الثاني/يناير الجاري في الاسواق ان مجلة الآداب قررت "ان تحتجب عن قرائها موقتا وهي التي لم تحتجب من قبل على امتداد ستين عاما". واضاف سماح ادريس الذي يتولى ادارة تحرير المجلة منذ العام 1991 خلفا لوالده سهيل ادريس "المال ليس وراء قرارنا الجديد، المجلة كانت خاسرة على نحو شبه متواصل، وهي قلما ربحت او غطت كلفة انتاجها طوال اكثر من ثلاثة ارباع عمرها". وتساءل الناشر "ما معنى اصدار مجلة حين يتراجع عدد القراء؟ وهل الاصرار على اصدارها بطولة واجبة أم اضاعة لجهد كان يمكن ان يصرف في مواضيع اخرى قد لا تقل اهمية ومردودا ثقافيا ونهضويا وانتشاريا؟". وتابع الناشر الذي اصطدمت مجلته باستمرار بالرقابة في العديد من الدول العربية وصودرت اعداد منها "ما معنى ان تواجه مجلة ورقية حكم الاستبداد والقمع والتخلف حين لا يستطيع المواطنون الخاضعون له الحصول عليها". واوضح ادريس ان قرار الاحتجاب يأتي فيما "عدد قراء باقي المجلات الثقافية الورقية المستقلة، يسير في منحى تراجعي منذ سنوات، مع بعض الاستثناءات في هذا البلد أو ذاك". ويأتي احتجاب مجلة الآداب متزامنا مع الذكرى الستين لتأسيسها في العام 1953. المجلة التي ترصد الحركة الادبية والثقافية في العالم العربي، تصدر عن دار الاداب اللبنانية دوريا وتنشر ملفات عن الرواية والشعر والمسرح والسينما والثقافة العامة والفكر السياسي.