لا تزال مطالب المعلمين والمعلمات قائمة حتى الآن، حتى وإن حصلوا أخيراً على التعيين في المستويين الخامس والرابع وفقاً لاستحقاقاتهم، فالجميع يعلم أن هناك قضية ما زالت معلقة، تسمى بالفروق لم تصرف لهم، وأعتقد بأن هذه القضية لن تنتهِ إلا بالقضاء على المشكلة في شكل كامل، وذلك بصرف تلك الفروقات المتبقية في ذمة وزارة التربية والتعليم حتى الآن. هم كذلك يطالبون بإعادة خدماتهم المستبعدة حينما تم تعيينهم على بند 105 في شكل موقت قبل تعيينهم، ولا شك في أن من حقهم أن يطالبوا بذلك، وحقيقة لا أعلم لماذا يصر بعض المسؤولين في وزارة التربية والتعليم على تجاهل هذه المطالب والصمت حيالها؟ فهذا غير منطقي وتصرف غير صحيح. وبحسب تصريحات المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الدكتور الجارالله فإن هؤلاء المعلمين والمعلمات لا يستحقون تلك الفروقات ولا غيرها، وقد يتم الاكتفاء بما صدر في قرارات تحسين مستوياتهم فقط. وعندما سئل المتحدث الرسمي من بعض الصحف المحلية عن تأخير صرف الرواتب بعد التحسين أشار إلى أن هذا الأمر يعود إلى الشؤون المالية والادارية في وزارة التربية والتعليم. وأضاف الدكتور: «أما بالنسبة إلى الأثر الرجعي فقد انتهينا منه بشكل نهائي ولا يوجد فيه أي نقاش». في رأيي المتواضع أن ما أدلى به «سعادته» في تصريحاته هو أمر غير منطقي ولا يبشر بخير للمعلمين والمعلمات، بل ومن دون مبالغة فإن هذه التصريحات قد أعادت المعلمين إلى مسلسل الهموم والأحزان الذي عاشوه سنوات طويلة. ثم إنني أتساءل: لماذا يتجرأ بعض المسؤولين ويقفل باب الرجاء والخير أمام هؤلاء المعلمين والمعلمات، وأعني هنا المتحدث الرسمي الذي تعارضت تصريحاته مع حديث وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود الذي طمأن أبناءه المعلمين والمعلمات وقال لهم سوف تتحق مطالبكم ان شاء الله تعالى، بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي أصدر أوامره إلى وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم المعنية بهذا الموضوع بسرعة العمل على حل هذه القضية التي تتعلق بحقوق فئة من أبناء هذا الوطن. أعود وأؤكد بأنه لا يحق للدكتور الجارالله أن يحدد هذا الموقف، فهو أكد أنه سيكتفي بما صدر من قرارات لتحسين المستويات ولا توجد اضافات أخرى على استحقاقاتهم التي يطالبون بها. الأمر غريب جداً، فمن المعلوم أن مسؤوليات المتحدث الرسمي محدودة، والأمور كلها تعود إلى المقام السامي ثم إلى وزير التربية والتعليم الذي فتح أبواب الخير على مصراعيها، وبعد ذلك يريد الدكتور الجارالله أن يغلقها أمام أبناء هذا الوطن من المعلمين والمعلمات الذين يؤدون رسالة سامية يستحقون عليها أن يمارسوها من دون أية ضغوطات أو شعور بأن لهم حقوقاً ما زالت معلقة، ولا سيما أن ولاة الأمر يسعون دائماً لمصلحة هذا الوطن وأبنائه ويريدون لهم الخير والحياة الكريمة والعيش الرغيد والرفاهية في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين.