طالما تردد اسم «سجن المزرعة» في الصحافة ووسائل الإعلام، حتى بات الأشهر في مصر، إذ إنه قبلة المشاهير الذين يقودهم مصيرهم العثر إلى السجن. وسجن مزرعة طرة، الذي اشتهر باسم «المزرعة» هو أحد سجون مجمع طرة، الذي يضم أيضاً «ليمان طرة»، وسجن «استقبال طرة»، والسجن شديد الحراسة المعروف باسم «العقرب». أنشئ سجن مزرعة طرة في عام 1928 على يد مصطفى النحاس باشا حين كان وزيراً للداخلية لتخفيف الزحام الذي شهده سجن «أبو زعبل» القديم. واختص سجن المزرعة باستضافة المشاهير، وكان من نزلائه: الكاتب الصحافي مصطفى أمين وقيادات جماعة «الإخوان المسلمين» والجماعة الإسلامية أيام حكم الرئيس السابق حسني مبارك وخصوصاً نائب مرشد «الإخوان» المهندس خيرت الشاطر، والقياديان في الجماعة الإسلامية عبود وطارق الزمر اللذان نقلا في أواخر أيام سجنهما إلى سجن آخر. كما قضى المعارض البارز رئيس حزب «غد الثورة» أيمن نور محكوميته في «سجن المزرعة»، وفيه أيضاً يقبع رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المدان بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم. ومن بين النزلاء السابقين في السجن أيضاً القيادي اليساري كمال خليل والصحافي المعارض جمال فهمي ورجل الأعمال الشهير حسام أبو الفتوح ومحافظ الجيزة السابق ماهر الجندي، والجاسوس الإسرائيلي عزام عزام الذي أطلق في صفقة تبادل مع إسرائيل، ورجل الأعمال أحمد الريان ووزير المال الأسبق محيي الدين الغريب، ووكيل وزارة الثقافة السابق محسن شعلان. وبعد ثورة 25 يناير احتفظ السجن بكونه «محط أنظار» العالم، إذ استضاف أقطاب النظام السابق من وزراء ومسؤولين ونجلي الرئيس المخلوع علاء وجمال مبارك، وفي مستشفاه قبع مبارك نفسه شهوراً عدة قبل أن يُنقل إلى مستشفى المعادي العسكري، ثم يعود إليه ثم يُنقل مرة أخرى إلى المستشفى التابع للقوات المسلحة. ويضم سجن المزرعة مستشفى صغيراً يطل على حديقة، كما يوجد فيه ملعب كبير لكرة القدم وآخر يستخدم كملعب للتنس أو للكرة الطائرة، وهي أماكن تريّض للنزلاء. والسجن معروف في الأوساط الشعبية بأنه «سجن 5 نجوم» ربما لكونه يضم بين أسواره مشاهير المجتمع المحبوسين سواء من الساسة أو رجال الأعمال، وفيه 4 عنابر ومطعم مجهز لتقديم وجبات للمسجونين بمقابل مادي. لكن وزارة الداخلية ومصلحة السجون وقادة الشرطة ينفون دائماً أن يكون السجناء في «المزرعة» ينعمون بمعاملة مختلفة أو مميزة، لكن لكون غالبيتهم من السياسيين أو الشخصيات العامة يتم وضعهم جميعاً في ذلك السجن، وحتى يكونوا بعيدين من المحكومين في قضايا القتل أو السرقات أو المخدرات من معتادي الإجرام.