احتاجت بريطانيا، مع تسعة ملايين نسمة، الى 155 عاماً كي تضاعف مستوى الدخل الخام للفرد في 1870، أثناء الثورة الصناعية. وانجزت ألمانياوالولاياتالمتحدة الأمر نفسه في 60 و30 عاماً على التوالي، الأمر نفسه مع عدد سكان لا يتجاوز بضع عشرات من الملايين. وتتجه الصين والهند لتنجزه في عُشر الزمن الذي استغرقته بريطانيا، مع سكان يفوقون البريطانيين بمئة ضعف. في كل سنة، ينتقل 65 مليون شخص للعيش في المدن، ما يوازي إضافة 7 مدن من حجم شيكاغو او 5 من حجم لندن سنوياً. في 2030، تصبح غالبية السكان في الطبقة الوسطى، ما يعني أن غالبية السكان لن تعود فقيرة، ما لم يحدث في تاريخ الإنسانية أبداً. ويؤدي هذا التحوّل التاريخي إلى جعل الطبقة الوسطى هي الأكثر تأثيراً اجتماعياً واقتصادياً، في غالبية الدول. كي يصل ابتكار معين الى ربع سكان الولاياتالمتحدة، اقتضى الأمر مرور 46 عاماً للكهرباء، 35 عاماً للهاتف، 31 عاماً للراديو، 18 عاماً للتلفزيون الملّون، 13 عاماً للخليوي و7 أعوام للإنترنت. هل يؤدي صعود الطبقة الوسطى الى زيادة الضغوط الاستهلاكية على البيئة أو ربما حصول «كارثة بيئية»؟ (ملاحظة اختصاصي برازيلي على مسوّدة التقرير). ثمة أفق مُفزع لاتّساع «الفجوة التقنية» (والاقتصادية) بين الهند والصين. (ملاحظة اختصاصي هندي على مسوّدة التقرير). بالتنامي مع الاتجاه الفائق نحو تقوية الفرد وصعوده، هناك زلازل تتصل بها. يتمثّل أولها في تزايد وصول الأفراد والجماعات الصغيرة الى أسلحة فتّاكة واسعة التأثير، مثل أسلحة الفضاء السيبرنطيقي Cyber warfare، والقدرات المتّصلة بالضربات الدقيقة Precision Strikes، وأسلحة الإرهاب البيولوجيBiological Terrorism. وتعطي هذه القدرات العسكرية للأفراد والجماعات الصغيرة، قدرة غير مسبوقة على إطلاق موجات من العنف على نطاق واسع. يتسارع نمو الفردية وقواها بفضل تخفيض الفقر والنمو الضخم للطبقة الوسطى وزيادة انتشار التعليم وتحسّن الرعاية الصحيّة. تتعاظم قدرة الأفراد في التأثير على نظم الحكم («الحوكمة»)، بأثر من تقنيات الاتصال المستخدمة حاضراً، إضافة الى تلك التي تبتكر في السنوات القليلة المقبلة. حاضراً، يعيش ما يزيد على بليون شخص تحت خط «الفقر الشديد» (أقل من 1.25 دولار يومياً)، ويعاني بليون شخص من قلّة الغذاء. يتوقع أن ينخفض «الفقر الشديد» بقرابة النصف وصولاً الى العام 2030. 4 عوالم ممكنة في 2030، وفق استنتاجات ترجيحية للتقرير، وهي على النحو الآتي: أ- تعطّل محرّكات العولمة وركود المسارات العالمية، مع اضطرابات واسعة عالمياً، وتراجع دور أميركا. ب- تدامج متسارع عالمياً يتأتى من التوافق استراتيجياً بين أميركا والصين. ت- «انفلات الجنيّ من القمقم»، بمعنى خروج الصراعات بين الدول وداخلها من السيطرة، مع استفادة قوى مُحدّدة (في المجتمع كما في المنظومات الإقليمية) من الوضع على حساب البقية التي تعاني كثيراً وطويلاً. ث- عالَم منفلت من أيدي الدول، يصنعه لاعبون لا ينتمون إليها Non State World، على غرار الشركات والمؤسسات والأشخاص النافذين والمتموّلين وفائقي الثراء والجماعات الصغيرة وغيرها. ربما كان العالم في 2030 على هيئة أحد هذه العوالم، أو ربما صنعته أخلاط منها!