كشف منسق سابق للشؤون الانسانية للامم المتحدة في السودان عن "تطهير عرقي" تنفذه قوات الخرطوم في جنوب البلاد حيث يعاني السكان من الوضع الامني المضطرب والجوع والامراض. فبعد زيارة موكيش كابيلا الى ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان جنوبي السودان حيث تواجه القوات السودانية حركة تمرد، دعا المجتمع الدولي الى مساعدة حوالى 1,5 ملايين شخص في المنطقة الواقعة على طول الحدود مع دولة جنوب السودان. وصرح كابيل لفرانس برس الجمعة ان "التطهير العرقي انتهى الى حد كبير، فالمناطق التي زرناها وهي مناطق المتمردين باتت خالية من السكان على مستوى واسع" وذلك قبل نشر بيان لجمعية ايجيس تراست الخيرية التي يتولى منصب ممثلها الخاص. في ولاية النيل الازرق قدر كابيلا ان النزاع الدائر طال 450 الف شخص فيما سويت القرى بالارض. واكد ان المدنيين يوصفون عبر الاذاعات السودانية على انهم "اكياس بلاستيكية سوداء ينبغي تخليص التربة منها". في جنوب كردفان حيث يعاني حوالى مليون شخص من المعارك اكد كابيلا انه شاهد "افرادا يعيشون في مغارات وشقوق صخرية" واضطروا الى ان يقتاتوا من النباتات البرية وحرموا من الماء. وشارك سكان جنوب كردفان والنيل الازرق باغلبيتهم الى جانب تمرد جنوب السودان في اثناء الحرب الثانية ضد حكومة الخرطوم بين 1983 و2005. وبعد ابرام اتفاق سلام في 2005 اعلن جنوب السودان استقلاله في تموز/يوليو 2010 لكن متمردين محليين ما زالوا يواجهون القوات السودانية في الولايتين الحدوديتين اللتين بقيتا ضمن اراضي السودان. وقال كابيلا "رأينا اشخاصا جالسين الى جانب الطريق، لا يملكون ما يكفي من القوة للانضمام الى مخيمات اللاجئين" مذكرا بان حوالى 170 الف شخص فروا الى مخيمات في جنوب السودان. وغادر كابيلا منصبه كمنسق للامم المتحدة في السودان عام 2004 بعد ان كشف عن "تطهير عرقي" في اقليم دارفور غرب السودان حيث قتل بحسب الاممالمتحدة حوالى 300 الف شخص بيد القوات السودانية والميليشيات المتحالفة معها.