نجا سعوديان من الموت عطشاً وجوعاً، بعد أن قضيا 4 أيام عالقين في الكثبان الرملية داخل صحراء الربع الخالي القاحلة، إثر ضياعهما فيها. وأطلق حرس الحدود في المنطقة الشرقية عملية بحث «واسعة» تواصلت على مدار 10 ساعات، أثمرت عن إنقاذ المواطنين اللذين عُثر عليهما في منطقة تبعد 160 كيلومتراً عن أقرب نقطة «مأهولة». فيما أبدى حرس الحدود في الشرقية، مخاوفه من تنامي حالات الضياع خلال الفترة المقبلة، مع بدء موسم القنص والصيد، إثر تدني درجات الحرارة، على رغم أن الصيد «محظور» في الربع الخالي، لكونه «محمية طبيعية». وقال المتحدث باسم حرس الحدود في الشرقية العقيد خالد خليفة العرقوبي: «إن فرق بحث تمكّنت من إنقاذ شخصين سعوديين، علقت سيارتهما داخل الربع الخالي، في منطقة مُحاطة بالتلال والكثبان الرملية، من كل اتجاه بعد أن أمضيا 4 أيام داخل الصحراء»، لافتاً إلى أنه تم «إسعافهما، وإخراج سيارتهما من الرمال، وتزويدهما بالمياه والغذاء، حتى استعادا صحتهما». وذكر العرقوبي، في بيان صحافي، أنه «ورد بلاغ من مركز القيادة والسيطرة في المديرية العامة لحرس الحدود، إلى مركز القيادة والسيطرة في الشرقية، عن وجود شخصين سعوديي الجنسية، متعطلين في صحراء الربع الخالي»، لافتاً إلى أنه «على الفور؛ تم تحديد موقع الشخصين المتعطلين، الذي يقع على بعد 160 كيلومتراً غرب قطاع عردة داخل الربع الخالي، فتوجهت لهما سيارات إنقاذ، وقامت بتمشيط المنطقة، من قطاع عردة، ومن مركز ذعبلوتن التابع للقطاع، إلى أن تم الوصول إليهما، بعد بحث دام نحو 10ساعات». ووجدت دوريات حرس الحدود سيارة المواطنين عالقة في الرمال بين كثبان رملية مرتفعة من كل جانب. وكانت حالهما الصحية «سيئة» لنقص الغذاء والماء معهما، إذ أمضيا نحو 4 أيام داخل الصحراء، يحاولان إخراج سيارتهما من الرمال. ولفت العرقوبي، إلى أنهما «لم يقوما بالاتصال، إلا بعد أن شارفت مؤونتهما على الانتهاء»، مردفاً أنه تم «الاطمئنان على صحتهما، وتقديم الغذاء والماء لهما، وإخراج سيارتهما من الكثبان الرملية، ومرافقتهما إلى مركز ذعبلوتن، للاطمئنان عليهما». ودعا المتحدث باسم حرس الحدود، الراغبين في التنزه في الربع الخالي، إلى «التزود بالماء والغذاء الكافي»، مؤكداً ضرورة «إبلاغ الأصدقاء أو الأقارب في حال الرغبة في الخروج إلى رحلة برية، وأن تترافق أكثر من سيارة»، إضافة إلى «حمل وسيلة اتصال مناسبة، وعدم الاقتراب من حرم الحدود». ونبه إلى أن منطقة الربع الخالي «محمية طبيعية ويُمنع الصيد أو القنص فيها». يُذكر أن دورية تابعة لحرس الحدود في الشرقية، أنقذت الشهر الماضي، 51 إماراتياً، بينهم نساء وأطفال، من الضياع في عمق صحراء الربع الخالي، أثناء توجههم من الحدود السعودية – الإماراتية، إلى منطقة الخرخير. وعثرت الدورية التابعة لقطاع عردة (مركز المنجور) على التائهين الذين كانوا يستقلون سبع سيارات، صدفة، فيما كانت تقوم بعملها المُعتاد. وتُعد عملية الإنقاذ هذه الثانية لرجال حرس الحدود خلال أسبوع واحد. فيما أنقذت دوريات حرس الحدود، قبلها بأسبوع، 6 أشخاص من الموت، عطشاً وجوعاً، بعد أن تعرضوا إلى الضياع داخل صحراء الربع الخالي، فيما كانوا يقومون بنزهة برية في منطقة تبعد عن مدينة الدمام نحو 800 كيلومتر إلى الجنوب. وانقلبت مركبتهم، بسبب وعورة الطريق في. وبلّغ عنهم أحد أقاربهم، الذي اتصل في قادة حرس الحدود في مكةالمكرمة. وتم تمرير البلاغ إلى قيادة حرس الحدود في الشرقية، فتم البحث في الربع الخالي بواسطة دوريات قطاع عردة، مصحوبة بسيارة إسعاف، إلى أن تم العثور عليهم، وهم في حال إعياء وتعب شديدين. وجرى إسعافهم، وتقديم المساعدة لهم، وهم جميعاً بصحة جيدة.