نشرت صحيفة "هآرتس" اليسارية الليبرالية الإسرائيلية، افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء، باللغة العربية، إلى جانب الافتتاحية باللغة العبرية، بعنوان "أخرجوا للتصويت"، دعت من خلالها المواطنين العرب إلى التصويت بالإنتخابات العامة التي ستجري بمثل هذا اليوم من الأسبوع المقبل. وتأتي هذه الخطوة من جانب الصحيفة في ظل التخوف من تراجع نسبة التصويت بين الأقلية العربية في إسرائيل ومن أن يخدم هذا التوجه تزايد قوة أحزاب اليمين، ولو بشكل ضئيل. واعتبرت افتتاحية "هآرتس" أنه "في العام 1948، قرّر الفلسطينيون الذين بقوا تحت الحكم الإسرائيلي أن يصبحوا مواطني الدولة، وذلك باختيارهم النضال لمواطنة متساوية بأساليب ديمقراطية، وهذا القرار شكّل تحديًا للدولة التي سعت لإبراز طابعها اليهودي وللجمهور العربي الذي سار على حبل مشدود يوصل بين النضال للمساواة وبين النضال لتحقيق تطلعاته القومية". واضافت أنه "يمكن القول، اليوم وبعد 65 عامًا، أن هذا الخيار قد أثبت جدارته، فالجماهير العربية هي جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي وتسهم في مختلف المجالات، وكأقلية قومية فالجماهير العربية تثري الديمقراطية الإسرائيلية وتشكّل تحديًا محفزًا لها، ولهذا من الطبيعي أن تجد التعبير السياسي الذي يعكس وزنها في المجتمع الإسرائيلي". وأشارت الصحيفة إلى أنه "منذ حكومة رابين الثانية (التي تم خلالها توقيع اتفاق أوسلو في العام 1993) التي اعتمدت على أصوات ممثلي المواطنين العرب في الكنيست، يعمل اليمين بمنهجية لنزع شرعية العرب في اتخاذ قرارات سياسية حاسمة، وينعكس ذلك اليوم، في حملة التحريض ضد أعضاء الكنيست العرب وفي التشريعات المعادية للديمقراطية، ومن جهة أخرى فإن القوى التي تسعى لوضع بديل لليمين، تتجاهل بأغلبيتها وجود المواطنين العرب ولذلك، ومن أجل تغيير هذا الوضع، هنالك حاجة لتمثيل عربي أكبر في الكنيست". ولفتت إلى أن "الانتخابات البرلمانية هي جوهر النضال المدني، وعليه فإن الانخفاض في مشاركة العرب في التصويت، والدعوات الداعية لمقاطعة الانتخابات بين الجمهور العربي، هي مظاهر مقلقة". وقالت إن "السبب الأساسي للتراجع في نسبة التصويت بين العرب هو الشعور بأن العمل البرلماني لم يُسهم في تحسين ظروف معيشتهم ولكنّ، وبنظرة شاملة يتبيّن أن الجماهير العربية، وبفضل نضال شعبي ومدني وقانوني وبرلماني، حققت انجازات هامة في مجالات الحياة المختلفة، ولذلك فلا بديل ناجع للجمهور العربي سوى النضال المدني الذي يتطلب طول النفس"، محذرة من أن "اليأس والامتناع عن التصويت هما عدوّان لدودان لهذا النضال". وخلصت الصحيفة في افتتاحيتها العربية، إلى أن "اليأس هو بمثابة 'ترف' لا يمكن لمواطني اسرائيل أن يتيحوه لأنفسهم، بينما المشاركة الواسعة للجماهير العربية في الانتخابات هي لصالح جميع الديمقراطيين- العرب واليهود، ولذلك فالمواطنون العرب مدعوّون للخروج للتصويت من أجل السلام والمساواة والديمقراطية".