أمر رئيس هيئة الأركان الهندي الجنرال بيكرام سينغ أمس، بالرد بقوة على أي نيران يطلقها الجيش الباكستاني على الخط الفاصل بين شطري إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، في وقت التقى قادة من الجانبين لمناقشة أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها المنطقة منذ 8 أيام، وأسفرت عن مقتل جنديين هنديين وآخرين باكستانيين في 3 مواجهات على الأقل. وقال الجنرال بيكرام في مؤتمر صحافي بنيودلهي: « الأوامر واضحة. نتوقع من قادتنا أن يردوا بقوة على إطلاق النار»، معتبراً طريقة معاملة الجنود الهنود القتلى «لا تغتفر»، علماً أن قيادته تزعم قطع رأس الجندي لانس نايك هيمراج الذي طالب باكستان بتسليمه «في اسرع وقت»، بالتزامن مع بدء أفراد من عائلة الجندي إضراباً عن الطعام لاستعادة رأسه. وأكد الجنرال أن تنفيذ مكمن في الأراضي الهندية يتطلب تخطيطاً تتراوح مدته بين 10 و15 يوماً من اجل مراقبة النشاطات وترتيب اللوجستيات والذخائر، «لذا نؤكد انه عمل مدبر من باكستان». على صعيد آخر، فضّ متظاهرون شيعة احتجاجاً استمر ثلاثة أيام على مقتل 125 من أبناء طائفتهم في سلسلة اعتداءات استهدفت مدينة كويتا بإقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان الأسبوع الماضي. جاء ذلك بعدما ابلغهم رئيس الوزراء رجا برويز أشرف لدى زيارته كويتا قرار إقالته حاكم بالوشستان، ما يلبي احد مطالبهم والتي تشمل أيضاً التزام الجيش حماية المدينة، ويمهد لدفنهم ضحايا الاعتداءات. وفي كراتشي، قطعت خدمات الهاتف الخليوي بسبب مخاوف أمنية لم توضحها وزارة الداخلية التي كانت اتخذت الإجراء ذاته لتفادي شن هجمات في ذكرى عاشوراء الشهر الماضي. مسيرة القادري واخترقت مسيرة يقودها طاهر القادري، رئيس «حركة منهاج القرآن» الدينية مدن البنجاب وصولاً إلى مسافة مئة كيلومتر من العاصمة إسلام آباد التي قرر المتظاهرون الاعتصام في شوارعها للمطالبة بتغيير قانون الانتخابات، ومنع سياسيون متورطون بالفساد من الترشح للبرلمان، وتشكيل حكومة انتقالية بالتعاون مع الجيش والمحكمة العليا. وصدع صوت القادري الذي تشك الحكومة والمعارضة بصلته بالمؤسسة العسكرية عبر مكبرات الصوت: «انقذوا وطنكم ومستقبل أبنائكم ودينكم. دافعوا عن شرف بلدكم وكرامته، وخلصوه من السارقين والفاسدين والمرتشين». وقدرت وسائل إعلامية المشاركين في المسيرة بأكثر من مئة ألف شخص، نقلتهم باصات وشاحنات ودراجات نارية، فيما كرر وزير الداخلية رحمن ملك تحذيره من معلومات عن إمكان وصول عناصر من حركة «طالبان باكستان»، وتنفيذهم تفجيرات انتحارية خلال المسيرة قد يوقع عشرات القتلى والجرحى بين المتظاهرين. وأغلقت وزارة الداخلية مداخل العاصمة وشوارعها الرئيسية بحاويات كبيرة شكلت سلسلة طويلة وعالية يصعب أن يجتازها المتظاهرون، فيما نصب أنصار القادري منصة وسط الحي التجاري بالعاصمة، بعيداً من ساحة البرلمان التي كان مقرراً أن يصلها القادري.