أقرت لجنة ضمت خبراء واختصاصيين بحريين تابعة للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن في محافظة جدة أمس ،إجراء دراسة تقويم أولية لتدريب الكوادر في مجال تصنيف أنواع القرش للمحافظة عليها من الانقراض، وتقويم مخزونها السمكي، إضافةً إلى إعداد دليل حقلي للتعرف على الأنواع الموجودة في الإقليم. وأكد المجتمعون خلال الاجتماع أهمية إعادة تصنيف أسماك القرش لتسهيل عمليات الإحصاء والرصد، إضافةً إلى تقويمها دورياً لوضعها ضمن أنشطة برنامج الهيئة الإقليمي للموارد البحرية الحية، والعمل على تنسيق الجهود الإقليمية وتعزيزها واستدامتها من خلال تبادل المعلومات والخبرات. ونادى الخبراء بضرورة تضافر جهود الحفاظ على هذا النوع من الأسماك كون أن الكثير من أنواع القرش يعد من الأسماك المهاجرة والعابرة للحدود، وتتطلب إدارتها تنسيق الجهود الفنية والإدارية والقانونية بين دول الهيئة في هذا المجال لتحقيق أهداف حمايتها، والمحافظة عليها من خلال الخطة الإقليمية التي تنفذها الهيئة بالتعاون مع الدول الأعضاء. وأوضح الأمين العام للهيئة البروفسور زياد بن حمزة أبوغرارة في كلمة له خلال الاجتماع الذي بدأ أعماله يوم أمس، أن اسماك القرش في الإقليم تعرضت خلال العقود الأخيرة لضغوط كبيرة جراء الصيد الذي يستهدفها أو الصيد الجانبي، خصوصاً مع التطور التكنولوجي لأدوات الصيد وتزايد الطلب على «زعانف» القرش. وأشار أبو غرارة إلى أن تقارير عدة كشفت أن معدلات كميات الصيد لأسماك القرش عالمياً تضاعفت مرات عدة خلال العقود الخمسة الأخيرة، ما أدى إلى آثار سلبية في النظام البيئي البحري عمل على انفراط توازنه، خصوصاً أن أسماك القرش معروفة ببطء نموها، ومحدودية تكاثرها مقارنةً مع الأنواع البحرية الأخرى ما هدد بانقراضها. ولفت أبو غرارة إلى أن الجهود الدولية والإقليمية الحكومية والطوعية للمحافظة على أسماك القرش وحمايتها مازالت وبحسب الدوائر العلمية والإدارات المختصة لا تفي بتحقيق حماية أسماك القرش من التدهور، وشبح الانقراض الذي يهدد العديد من أنواعها، بعد أن ظلت تعيش على كوكب الأرض لفترة طويلة. يشار إلى أن الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن تضم في عضويتها الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن وتتخذ من مدينة جدة مقراً لها. ويعد اجتماعها هذا الأول من نوعه الذي يضم خبراء واختصاصيين من دول البحر الأحمر وخليج عدن لإعداد خطة إقليمية للمحافظة على أسماك القرش من الانقراض.