في الوقت الذي يحاول فيه بعض النواب في «البرلمان الألماني» تمرير قانون يسمح للمؤسسات الصحافية، تقاسم كعكة أرباح الإعلانات مع محرك البحث العملاق «غوغل» بسبب عرضه روابط لأخبار من الصحف، وإجباره على أخذ إذن هذه الصحف لنشر الروابط على الإنترنت، ما زالت بعض الصحف الإلكترونية في السعودية تقوم بنقل أبرز أخبار الصحف الورقية يومياً، على مواقعها وحساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، مرة تذكر مصدر الخبر على استحياء، ومرة تعمد إلى إخفائه تماماً. وهو ما اعتبره المدير العام لإدارة الحقوق العامة لحقوق المؤلف في وزارة الثقافة والإعلام رفيق العقيلي «عدم احترافية» من بعض الصحف الإلكترونية، وقال ل»الحياة»: «ما زالت (الصحف الإلكترونية) تعمل بطريقة غير احترافية، إذ توجد إشكالية حقيقة لديها تتمثل في غياب المراسلين والمصورين المعتمدين كما هو الحال في الصحف الورقية تماماً، الأمر الذي يجعلها قادرة على المنافسة». وأكد العقيلي أن الصحف الإلكترونية في الوضع الراهن «تعيش وتقتات على جهد الصحف الورقية»، وتابع: «حتى الآن مع الأسف الصحف الإلكترونية تتابع الخبر من الصحف الورقية وتحاول أنها تأخذ ما يناسبها من أخبار، وهذا لا يعتبر عملاً مهنياً». واستطرد: «أتمنى منهم أن يتجاوز ذلك في أسرع وقت، بخاصة أنها أصبحت صحفاً شبه معترف بها رسمياً ومسجلة في سجلات الوزارة، فيفترض أن تكون لديها احترافية أكبر». وأشار المدير العام لإدارة الحقوق العامة لحقوق المؤلف في وزارة الثقافة والإعلام إلى أن «الصحف الإلكترونية التي لا تريد أن يكون لديها مراسلون ومصورون خاصون بها، يفترض أن يكون هنالك تفاهمات بينها وبين الصحف الورقية التي تنقل منها، كي تسمح لها بأن تأخذ بعض أخبارها، في مقابل مادي أو من غير مقابل، بحسب ما يتم الاتفاق عليه». أما الصحف الإلكترونية التي تكتب بالخط العريض على موقعها بأنها مرخصة من وزارة الثقافة الإعلام، وفي المقابل تقوم بنشر أخبار الصحف من دون ذكر المصدر، فعلق قائلاً: «هذا اعتداء صريح»، وأضاف: «في العام الماضي أصدرنا ثلاث عقوبات على صحف ورقية نقلت عن الصحف الإلكترونية من دون الإشارة إلى المصدر»، مشيراً إلى أنه لم تشتكِ أية صحيفة ورقية ولذلك بعض الصحف الإلكترونية تتمادى في اعتدائها، وطالب العقيل الصحف الورقية بتقديم شكوى عن كل اعتداء تتعرض له، مردداً: «اشتكوا اشتكوا». فيما اعتبر أستاذ الإعلام عبدالرحمن العناد أنه «من الجائز كممارسة إعلامية اقتباس الأخبار مع الإشارة إلى مصدرها»، وقال: «هذه ممارسة إعلامية قديمة جداً، والإذاعات والمحطات تنقل عن الصحف المواد الخبرية وتذكر المصدر»، وأضاف: «لا يمكن أن تكون ممارسة خاطئة، وهي تمارس على نطاق واسع ، ليس فقط في صحافتنا، يحدث ذلك حتى الصحافة الأجنبية تمارس الأسلوب نفسه». ويرى العناد أن الصحف هي المستفيدة من اقتباس الأخبار منها، لأنها بحسب رأيه، تعتبر دعاية مجانية للمطبوعة أو المحطة التي حصلت على الخبر للمرة الأولى. وزاد: « من مصلحتها أن الصحف الأخرى سواء كانت إلكترونية أم غير إلكترونية تنقل عنها، لذا لا أعتقد أن لدى الصحف مشكلة في حال ذكر اسمها في الخبر». وطالب العناد الصحف الورقية التي يتم نشر مقالات كتابها من دون إذن برفع قضية لردعها عن هذا العمل، وقال: «هذا لا يجوز إلا بإذن مسبق من الصحيفة، ولا أعتقد أنهم يمارسونها من دون إذن، وإن حدث هذا فيجب اتخاذ قرار قانوني في حقهم، فهذا لا يعتبر اقتباساً، ناهيك عن أن الصحيفة هي من تدفع الأموال للكاتب من أجل الكتابة لديها». وأكد العناد أن هناك عدداً من الصحف الإلكترونية إذا «جلست الصحافة الورقية جلسوا معها»، واستطرد: «عدد من تلك الصحف الإلكترونية يحاولون إخفاء المصدر في الخبر، وأحياناً كثيرة يحاولون وضعه آخر الخبر». مسمياً الصحف الإلكترونية التي تقوم بجمع أهم الأخبار من الصحف الورقية ونشرها على موقعها ب»برنامج أقوال الصحف في الإذاعات».