اختتم وزير الري المصري حسام المغازي أمس زيارته إلى أديس أبابا التي تخللها زيارة إلى موقع تنفيذ «سد النهضة». لكنه أكد أن الزيارة «فنية هندسية ولا تعني بأي حال من الأحوال الموافقة على السد بأبعاده أو قواعد ملء الخزان والتشغيل المعلنة من الجانب الإثيوبي». ويأتي ذلك قبل لقاء مرتقب للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، فيما يزور وزير الخارجية سامح شكري منتصف الشهر المقبل السودان الذي يلعب دور الوسيط بين القاهرةوأديس أبابا. وكان المغازي ونظيراه السوداني معتز موسى والإثيوبي الاماهو تغنو عقدوا اجتماعاً أمس في أديس أبابا، غداة زيارتهم موقع «سد النهضة». وقالت وزارة الري المصرية في بيان إن الاجتماع «جاء لتقويم نتائج زيارة السد الإثيوبي ونتائج وتوصيات اجتماعات لجنة الخبراء الوطنيين التي تضم 12 عضواً مقسمين بين الدول الثلاث التي عقدت أول اجتماعاتها السبت الماضي في حضور الوزراء الثلاثة». واعتبر المغازي أن زيارته السد «كانت في غاية الأهمية، فلأول مرة يطلع الخبراء المصريون على الموقف الحالي للسد». لكنه شدد على أن الزيارة «تأتي بعين فنية هندسية وليست بعين سياسية وزارية، ولا تعني بأي حال من الأحوال موافقة مصر على السد بأبعاده أو قواعد الملء والتشغيل المعلنة، وسيكون قرار مصر في ما يتعلق بالسد مبنياً على دراسات الخبراء النهائية الجاري اتخاذ الإجراءات اللازمة لإتمامها عن طريق إحدى الشركات الاستشارية العالمية تحت إشراف اللجنة الفنية الوطنية الثلاثية». ونفى أن يكون الجانب الإثيوبي بدأ تخزين مياه النيل خلف السد، مشيراً إلى أنه طبقاً لمشاهداته فإن «الأعمال الإنشائية الحالية تعتبر أعمالاً أولية لا تتجاوز 15 إلى 20 في المئة من حجم الأعمال في جسم السد ولا تسمح بأي أعمال تخزين أو إيقاف للنهر من دون ظهور أي معالم إنشائية في جسم محطة الكهرباء أو توريد أجزاء التوربينات الخاصة بتوليد الكهرباء». واستبعد انتهاء المرحلة الأولى من السد قبل نهاية العام المقبل وفقاً للخريطة الزمنية المعلنة من قبل إثيوبيا، قائلاً إن «عملية التخزين وتوليد الكهرباء كمرحلة أولى والتي كان من المقرر أن تبدأ في أيلول (سبتمبر) 2015 سيكون من المستحيل تحقيقها من الناحية الفنية لأن الطبيعة الطوبوغرافية في منطقة السد لا تسمح تحت أي ظرف من الظروف بالزراعة». وأشار إلى أن الزيارة «تمت في جو إيجابي وبشفافية كاملة»، وأن نظيره الإثيوبي رحب بزيارة أي خبراء مصريين لموقع السد في أي وقت ترغب فيه القاهرة. وأوضح أن «كل الاستفسارات الفنية من قبل الخبراء المصريين تم الرد عليها تفصيلياً، وسلمنا الجانب الإثيوبي التصميمات المعدلة الخاصة بأمان السد الرئيس إضافة إلى تصميمات السد المساعد التي لم يسبق لمصر الحصول عليها. وتم الاتفاق على العمل معاً لتعم الفائدة على الجميع وللوصول إلى تفاهمات من أجل استفادة الدول كلها من دون إلحاق ضرر بالدول الأخرى». ويزور وزير الخارجية المصري السودان الشهر المقبل، «استباقاً للزيارة المقررة للرئيس السوداني عمر البشير للقاهرة» والتي لم يتحدد موعدها. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية تصريحات لسفير السودان في القاهرة السفير عبدالمحمود عبدالحليم أوضح فيها إن شكري اتفق مع نظيره السوداني علي كرتي على أن يزور الخرطوم عقب عيد الأضحى (مطلع الشهر) مباشرة، «للبحث في ملفات التعاون الثنائي كافة وللتمهيد لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي يترأسها من الجانب السوداني النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح، ومن الجانب المصري رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب للبحث في سبل تعزيز العلاقات». وأوضح أن شكري وكرتي يتشاوران «لتحديد موعد انعقاد اللجنة العليا المشتركة في القاهرة».