اعتبرت دمشق أن تصريحات الموفد الدولي الأخضر الابراهيمي التي انتقد فيها طرح الحل المقدم من الرئيس السوري بشار الأسد، تظهر انحيازه «بشكل سافر»، وفق ما قال مصدر في وزارة الخارجية السورية أمس. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في الوزارة قوله إن «سورية تستغرب بشدة ما صرح به الأخضر الإبراهيمي لخروجه عن جوهر مهمته، وإظهاره بشكل سافر انحيازه لمواقف أوساط معروفة بتآمرها على سورية والشعب السوري والتي لم تقرأ البرنامج السياسي لحل الأزمة في سورية بشكل موضوعي». واعتبر الإبراهيمي أول من امس أن طرح الأسد «ليس مختلفاً في الواقع (عن الطروحات السابقة)، ولعله اكثر فئوية وانحيازاً لجهة واحدة». وقدم الأسد في خطاب مباشر الأحد «حلاً سياسياً» للأزمة يقوم على أن توجه الحكومة الحالية دعوة إلى مؤتمر وطني يصدر عنه ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء، قبل تشكيل حكومة جديدة وإجراء انتخابات برلمانية. ولم يتطرق الأسد إلى احتمال التنحي، وهو مطلب المعارضة والعديد من الدول الغربية. ووجهت الصحف السورية القريبة من النظام بدورها انتقادات لاذعة للإبراهيمي للمرة الأولى منذ تعيينه موفداً دولياً إلى سورية في الصيف الماضي. وتحت عنوان «المبعوث الأممي يخلع عن نفسه... ثوب الحياد ويكشف عورته السياسية»، قالت صحيفة «الوطن» إن الإبراهيمي نزع «قناع النزاهة والحيادية الذي ارتداه منذ تعيينه خلفاً لكوفي أنان، وكشف عن وجهه الحقيقي الذي يرى الأزمة السورية بعين واحدة تلائم أسياده». وأضافت أن الموفد «فضح نفسه»، و»تبين انه ليس إلا أداة لتنفيذ سياسة بعض الدول الغربية والإقليمية تجاه سورية».