لم ينف الجيش الإسرائيلي ما جاء في تقرير منظمة «هيومان رايتس ووتش» لحقوق الانسان من اتهامات باستهداف مدنيين رفعوا الراية البيضاء استسلاماً، لكنه برر ممارساته بأن «حركة حماس استخدمت المدنيين دروعاً بشرية، وفي حالات عدة تبين أن رافعي رايات بيضاء ليسوا سوى مقاتلين من الحركة لجأوا إلى رفعها لتنفيذ هجمات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي».وكان تقرير المنظمة اكد ان جنوداً اسرائيليين اطقلوا النار وقتلوا 11 مدنياً فلسطينياً كانوا يرفعون الأعلام البيض اثناء اجتياح غزة، بينهم 5 نساء و4 اطفال، واصفة ما قام به الجنود بأنه «مناف للقانون»، ودعت الجيش الى اجراء «تحقيق شامل ذي صدقية». وفي اطار ردود الفعل، قال ناطق الجيش الإسرائيلي ان التقرير يستند إلى إفادات مواطنين فلسطينيين «صدقيتهم ليست مثبتة». وأضاف أن المنظمة الدولية لم تنقل إلى الجيش التقرير ليتمكن من التطرق الشامل له على نحو يتيح فحصه المعمق. وتابع أن قوات الجيش تتلقى تعليمات باحترام كل من يرفع راية بيضاء لغرض الاستسلام والامتناع عن المس به. واعتبر الناطق ان «القتال في غزة كان معقداً على نحو خاص بسبب كثافته ولجوء حماس إلى استخدام سكان القطاع دروعاً بشرية من خلال استغلال سخيف لالتزام إسرائيل الامتناع قدر الإمكان عن المس بالمدنيين. كما اختارت الحركة قلب المناطق المأهولة حلبة للقتال». واضاف أن «حماس استغلت في شكل سافر التزام الجيش هذا، وقامت عناصرها برفع الراية البيضاء كتغطية لتنفيذ هجمات عسكرية من أجل الحصول على حصانة من أي هجوم إسرائيلي». وتابع: «من يرفع الراية البيضاء بهذا الشكل إنما يقوم بعمل غير قانوني، لكنه لن يحظى بأي حماية من أي هجوم بل يعرض حياة المدنيين القريبين منه إلى خطر حقيقي». وزاد أنه «في الحالات التي تشتبه فيها القوات العسكرية بأن من يرفع الراية البيضاء يهدد هذه القوات، يمكن للأخيرة أن تتخذ الإجراءات اللازمة لاستيضاح الاشتباه وإزالة الخطر وفقاً للتعليمات المتبعة في شأن إطلاق النار». وختم ان طواقم تحقيق عيّنها الجيش ما زالت تفحص عشرات الشكاوى عن سلوك غير عادي للجيش أو انتهاك لقوانين الحرب. وقالت وزارة الدفاع إن الجيش «تحرك ويتحرك وفقاً للمعايير والأعراف السامية التي تميزه». وأضافت أن مسؤولية المس بالمدنيين الفلسطينيين تقع على عاتق «حماس التي استخدمت بشكل سافر المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية». وزادت أن الجيش يفحص على الدوام وبصرامة متناهية تحركات قواته. من جهتها، هاجمت جهات عسكرية المنظمة الدولية على إصدارها التقرير «وتجاهل الواقع الذي لا يطاق لسكان إسرائيل على مدار 8 أعوام متواصلة» بسبب القصف الفلسطيني على بلداتهم.