اختارت مجموعة من الشبان الجامعيين أن يوقدوا «شمعة» العمل التطوّعي في محافظة حفر الباطن، بإطلاق فريق «ونعم الشباب التطوعي»، الذي يهتم بتقديم «خدمات اجتماعية وتطوعية». ويضطلع شبان حفر الباطن بمهمة «تغيير الصورة الذهنية التي ارتسمت من توالي أخبار الجرائم الأمنية، التي جعلت صورة محافظة حفر الباطن تظهر لدى المتلقي بثوب شاحب بخلاف واقع الحال». ويتكون الفريق، الذي يضم شباناً في مطلع العشرينيات، عددهم 13 شاباً، من: خالد بندر(قائد الفريق)، وعبدالله حمدان (نائب القائد)، وسلطان ثامر، وأحمد بندر، وعبد العزيز محسن، وفيصل مقبل، وفيصل حمد، وبندر عبد اللطيف، وخلف حمود، ورائد هادي، وعيد نايف، وأحمد هدن، ومشاري بندر. وقال قائد الفريق خالد بندر، ل «الحياة»: «إن الفكرة انبثقت حينما كنت والزميل عبد الله حمدان، عائدين من القصيم، حيث ندرس بالجامعة هناك، إذ قررنا إنشاء فريق يهتم بالتطوع، ومساعدة الناس، وبدأنا البحث عمن يمكن أن يتوافق مع فكرتنا، ولديه الدافعية ليكمل نصاب الفريق، وبعد ذلك بدأنا بعقد اجتماع دوري، وكل عضو يطرح فكرته، سواء حملة تطوعية، أو مناشط هادفة، ويتم التنسيق قبلها بفترة، والترتيب مع الجهة المعنية بالنشاط، إن كانت الزيارة لجهة محددة، مثل المستشفى». وقام الفريق بحملات تطوعية عدة، منها «حملة ونعم الشباب»، التي استهدفت عمال النظافة والطرقات، وذلك بتوزيع وجبات ومشروبات عليهم، وقت الظهيرة في فصل الصيف الماضي. كما أقام الفريق حملة «حتى تكتمل الفرحة... اتركها»، أيام عيد الفطر المبارك، بالتعاون مع «الندوة العالمية للشباب الإسلامي»، للتوعية بمخاطر التدخين، وحملة «أبي، أدبني ولا تعذبني»، وهي ضمن برنامج تم تدشينه من قبل محافظ حفر الباطن عبد المحسن العطيشان، إذ تم توزيع أكثر من 3 آلاف مطوية بعنوان «البيت الهانئ»، من خلال برامج التنمية الاجتماعية الأهلية، التي تهدف إلى «الحد من مثل هذه الظواهر السلبية». كما نظم الفريق «والحديث لخالد»، حملة «العيد بكم أجمل»، التي أقيمت ضمن البرامج الاجتماعية للفريق. وقاموا بزيارة خاصة في أول أيام عيد الأضحى المبارك، للمعايدة على مرضى مستشفى الملك خالد، وكذلك مستشفى النقاهة، وأيضاً المشاركة في ملتقى «بسمات شبابية... وطني الحبيب»، المقام في حفر الباطن. و عن وجود تمويل أو رعاية، قال خالد: «ليس هناك ممول رسمي للفريق، ولكن الراعي الإعلامي منتديات «عاصمة الربيع». ونطمح أن تكون لنا مؤسسة خاصة باسم الفريق، وتُخصص لنا موازنة بسيطة جداً، بحيث نستطيع أن نقوم بحملاتنا من دون جمع تبرعات، والتعرض للحرج والإشكالات في توفير الدعم، ما يقيد عملنا كثيراً، ويحرمنا فرصة تطبيق أنشطة على مدى أرحب»، مشيداً بتفاعل الناس معهم بشكل «كبير جداً، وتقبّلوا الفكرة، على رغم غرابة أن تقف مجموعة من الشبان، لتوزيع مطويات أو وجبات. لكن التشجيع وجدناه من كل فئات المجتمع، ومن كل الأعمار، ومن كبار السن، وفاعلات خير». ولفت إلى أن حملاتهم تقام «بتمويل ذاتي»، منهم ومن المقربين منهم، رافضين «تلقي أي تبرعات مادية، لمخالفتها لنظام الدولة، والاكتفاء بالمساعدات العينية على نطاق ضيق، مع الحرص على إطلاع مَنْ يقدم المساعدة على الأنشطة، وتزويده بتقرير عما تم عمله». وحول انضمام أعضاء جُدد للفريق، قال: «نفضل أن نعمل كفريق متجانس، من دون دخول عناصر جديدة، فضلاً أنه من مصلحة حفر الباطن قيام أكثر من فريق تطوعي، فمجال البذل رحب، والتنافس فيه محمود. وأتمنى إيجاد أكثر من فريق». بدوره، أوضح عضو الفريق فيصل مقبل الحربي، أن فريقهم «تطوعي، وشبابي، وخيري، شعاره «هذا ديني... هذه قيمي»، وهدفه الاهتمام بالمجتمع المحلي، وإبراز دور الشبان فيه. فيما رسالته هي إبراز دور الشباب التطوعي، وتسخير طاقاتهم وجهودهم، فيما يعود عليهم وعلى المحافظة بالنفع، وتقديم أنشطته تتمثل في زيارات وتغطيات، وحملات توعوية، ومناشط هادفة». يُذكر أن فريق «ونعم الشباب»، معظمه طلاب جامعيين، وهم يستقطعون جزءاً من إجازتهم الأسبوعية، التي يأتون فيها إلى حفر الباطن، لعقد اجتماعات، كون أعضاء الفريق يتوزعون على عدد من جامعات المملكة، ففيهم من تحتضنه جامعات الشمال، وبعضهم في القصيم، وآخرون في الرياض، والدمام، ما يتعذر ترتيب اجتماعات دورية ثابتة.