تستقبل مكتبة الكونغرس الأميركي العريقة، التي تعد الأكبر في العالم من حيث عدد الوثائق المحفوظة، أربعمئة مليون تغريدة يومياً، ما يطرح أمامها تحديات كبيرة في ما يتعلق بتخزين الوثائق واستثمارها. وكل التغريدات، المؤلفة من 140 رمزاً وتنشر علناً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» منذ إنشائه في آذار (مارس) 2006 ويبلغ عددها حالياً 170 بليون تغريدة، تُحفظ إلكترونياً، لكن النفاذ إليها ما زال مستحيلاً، وفق المكتبة التي نشرت أخيراً لائحة بهذا الأرشيف الجديد من نوعه. وتشمل الرسائل التي تحفظ للأجيال المستقبلية، الرسالة الأولى على «تويتر» بتوقيع جاك دورسي، أحد مؤسسي الموقع الإلكتروني، ورسالة باراك أوباما التي أعلن فيها انتخابه للمرة الأولى رئيساً للولايات المتحدة في 2008: «لقد كتبنا لتونا التاريخ. شكراً». لكن، خلافاً للأرشيفات التقليدية أو الرقمية الآتية من صفحات إلكترونية، تصل رسائل «تويتر» بدفق متواصل، ويرتفع عددها كل يوم وبسرعة، وهي بكل اللغات ومتنوعة. واستقبلت مكتبة الكونغرس، التي أنشئت قبل أكثر من مئتي سنة، 500 مليون تغريدة يومياً في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، فيما تلقت 140 مليون تغريدة يومياً في شباط (فبراير) 2011، بعدما وقعت عقداً مع «تويتر» الذي «قدم» إليها تغريداته عبر شركة صغيرة في كولورادو اسمها «غنيب»، وهذه الهدية حجمها أكثر من 133 ألف غيغابايت. إلا أن المكتبة لن تحفظ التغريدات التي مُحيت أو تخضع للحماية، كي تتفادى انتقادات في شأن انتهاك الحياة الشخصية. ولا تسمح للغير بالنفاذ إلى التغريدات إلا بعد ستة أشهر من نشرها. وتواجه المكتبة تحدياً كبيراً في تخزين التغريدات عند وقوع حدث مهم، مثل تسونامي اليابان في 2011. إلا أن المشكلة الفعلية ليست في التخزين، بمقدار ما تكمن في استثمار الأرشيفات، لأن «التكنولوجيا التي تسمح للباحثين بالنفاذ إلى البيانات لا تزال متأخرة بالنسبة إلى التكنولوجيا التي تسمح بإنتاج البيانات وتوزيعها»، وفق المكتبة. وحتى اليوم، تجد المكتبة نفسها عاجزة عن تلبية طلبات الباحثين في العالم، والذين يعملون على مشاريع مثل صحافة المواطن ومعدلات التلقيح وتوقعات البورصة. فإجراء بحث واحد في بيانات محفوظة بين عامي 2006 و2010 قد يتطلب 24 ساعة، علماً أن هذه المؤسسة العامة تعتزم الاستعانة بخدمات القطاع الخاص. وقريباً، سيتمكن كل مستخدم ل «تويتر» من حفظ تغريداته الخاصة، بفضل تطبيق جديد أطلقه الموقع الإلكتروني في كانون الأول (ديسمبر) ويسعى حالياً إلى تعميمه.