ترتيبات ليوم «حافل»... هذا ما تنشغل به غالبية الأسر السعودية قبيل موسم «الإجازة» بحثاً عن «استراحات» لقضاء أيام معدودات بعد «عسر» الاختبارات، وممارسة الهوايات التي «كبتت» في الفترة ذاتها، ليكون «المسبح» السؤال الأول الموجه إلى أصحاب الاستراحات، كونها تتصدر الأوليات المطلوبة في الاستراحة. ورغم الفرحة التي تغمر وجوه الأطفال عند مشاهدة المسبح، إلا أنهم يقعون «ضحايا الإجازات»، كما وصفهم نائب مدير الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة اللواء عبدالله الجداوي، لعدم تأكد ذويهم من وسائل السلامة اللازمة، وترك أطفالهم بلا عناية داخل الاستراحة، ليكشف عن عدد بلاغات الغرق التي وصلت إلى مديرية الدفاع المدني في جدة خلال العام الماضي، والتي وصلت إلى 19 حالة غرق، غالبيتها ناتجة من مسابح الاستراحات، والقليل منها في مسابح المنازل، متمثلة في فئة الأطفال التي تتراوح أعمارهم من أربع إلى 10 سنوات، جميعها فارقت الحياة بسبب غياب «عين الرقيب» عنهم، مشيراً إلى أن نسبة حالات الغرق ترتفع في الإجازات. وقال الجداوي إن الكبار ينشغلون مع بعضهم متجاهلين أطفالهم المتنقلين ما بين مجالس رجالهم ونسائهم، إذ يظن كل من الوالدين أن ابنه تحت رقابة الآخر، لتكون تلك الظنون نقطة «بداية» «النهاية»، وتستغرق رحلة البحث ساعات طويلة، ومن ثم يتبين لهم أنه غارق آخر المسبح، مضيفاً: «أهمية السباحة مذكورة بالشرع وأمر بها الرسول، ولكن لم يقل «علموهم وأهملوهم». وبين أنه بعد وقوع المصيبة يرجع والد الغريق السبب إلى افتقار المكان لوسائل السلامة، مشدداً على ضرورة التأكد من توافر وسائل السلامة قبل استئجار المكان، والتأكد من التراخيص الصادرة من جهات رسمية، موضحاً أن معظم الاستراحات ليست مرخصة. من جهته، أوضح أحد ملاك الاستراحات في جدة أبو محمد أن الطلب يزيد على الاستراحات في وقت الإجازة نظراً إلى المساكن التي تقطنها غالبية الأسر والمتمثلة في «شقق»، راغبة في المساحات الكبيرة والمسبح من أجل الأطفال، مؤكداً أن استراحته تحرص على وسائل السلامة واشتراطات الدفاع المدني المتمثلة في سياج على المسبح طوله متر وأكثر، ووجود باب واحد عليه مفتاح يتم تسليمه للمستأجر، وتوقيعه على تحمله المسؤولية الكاملة. بدوره، بين مالك استراحة يدعى خالد الفارس ل«الحياة» أن الناس حين تأتي للتأجير لا تسأل عن وسائل السلامة بل عن السعر ومساحة الاستراحة والمسبح.