حذرت المملكة العربية السعودية أمس العراق من التطرف الطائفي والمذهبي، بعد اسبوعين من التظاهرات ضد الحكومة، فيما أعرب رجال دين عراقيون، سنة وشيعة، عن مخاوفهم من استنساخ التجربة السورية إذا لم تنفذ مطالب المتظاهرين. واتهم رجل الدين السني عبد الملك السعدي رئيس الوزراء نوري المالكي بأنه «أصبح جندياً لدولة مجاورة ينفذ أجندتها». وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال مؤتمر صحافي في الرياض مع نظيره المصري المصري محمد كامل عمرو إن الأمن لن يستتب في العراق حتى يتم التعامل مع المتظاهرين، بعيداً من التطرف المذهبي. وأضاف: «حتى تعالج هذه القضية لن يكون هناك استقرار، وهذا يؤلمنا، ولكن العراق بلد مستقل. وإذا لم يطلب أهله التدخل من الدول العربية فلن يكون هناك تدخل في شؤونه الداخلية»، فيما قال عمرو: «إن العراق بلد مهم، وما يدور فيه حالياً مصدر قلق لنا جميعاً، في ظل دائرة الفتنة الطائفية». في العراق، تصاعدت الاحتجاجات في المدن السنية، وسط إجراءات أمنية مشددة. وأرسل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر خمسة وفود الى محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك، للإطلاع على مطالب المتظاهرين، في بادرة قوبلت بالارتياح في هذه المحافظات، وطالب المتظاهرين بالتبرؤ من خطاب نائب الرئيس السابق عزة الدوري الذي أكد دعم حزب البعث مطالب المتظاهرين. وقال الصدر ان الهدف من ظهور الدوري في خطاب متلفز في هذا التوقيت محاولة لجر البلاد إلى «فتنة طائفية يصعب وأدها». وأضاف إن «هذه التمثيلية او المسرحية تعدها جهات خلف الكواليس لتعرضها أمام أنظار الشعب العراقي في خضم الانجرافات والخلافات التي يمر بها فيظهره أثناء تظاهرات الأنبار او سحب الثقة او في كل مورد يستفيد منه حزب السلطة وسلطة الحزب. وأنصح اخوتي المتظاهرين ان يستنكروا خطابه لتقريب وجهات النظر ولاطفاء الفتنة ولكي لا تكون التظاهرات طائفية ولا بعثية بل عراقية شريفة». وزاد: «اذا لم تسع الحكومة إلى القبض عليه او قتله سيكون هذا عملنا نحن جنود الله في ارض الله ومن دون التدخل في العمل الامني». ووجه نداء إلى الجيش «في ذكراه ال 92 لقمع هذه الاصوات الوقحة وان يتوحد مع شعبه وان لا يفعل فعلاً مخلاً بالوحدة». ونقلت وسائل اعلام عراقية تصريحات رجال دين وشيوخ عشائر تؤكد ان ما قاله الدوري لا يمثلها. في هذا الوقت، وجه السعدي انتقادات شديدة اللهجة الى رئيس الوزراء نوري المالكي واتهمه بتحويل العراق الى «سورية ثانية». وقال في رسالة وجهها إليه: «ساءتني -كما ساءت الكثير من الشرفاء- تصريحات رئيس الوزراء ضد هذه الجماهير الحاشدة مما يزيد الطين بلة والنار وقوداً، فقد تفوه بكلام لا يخدم الشعب ولا الحكومة (...) وسمعته يصف هذه الاعتصامات بأنها فقاعات ونتنة وأنها مدفوعة بدافع سياسي وأن القائمين بها فلول من البعثيين، فهل هذه المغالطات تخدم المجتمع؟ وهل تنهي الأزمة التي تتفاقم نتيجة عنادك وإصرارك على الباطل الذي لا تقره الأديان ولا المذاهب ولا الإنسانية ولا أهل الغيرة؟». وأضاف: «صرت جندياً لدولة مجاورة تنفذ أجندتها على شريحة معينة من العراقيين(...) استغفر الله على ذلك. غير سياستك الكلامية وتحدث بما يلمّ الشمل ويجمع العراقيين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم فإن لم تتمكن من استعمال أساليب الجمع فاترك الأمر لغيرك من العراقيين». في المقابل حذر المرجع الديني الشيعي قاسم الطائي من «تحول العراق الى «سورية ثانية بسبب استمرار التظاهرات».