تعتزم «الجمعية الخيرية للمتعافين من المخدرات والمؤثرات العقلية» (تعافي)، تنفيذ زيارات تثقيفية إلى سجون وإصلاحيات في المنطقة، فيما تستعد الجمعية لتنفيذ عدد من مشاريعها وخططها خلال الفترة المقبلة، بشرط «توفر السيولة الكافية» التي تشكل «حجر عثرة» أمامها منذ تأسيسها قبل نحو عام. وقال نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية على البنعلي، في تصريح إلى «الحياة»: «إن الهدف من زيارة السجون ودور الأحداث، هو نشر الوعي الثقافي ضد آفة المخدرات بين أكبر عدد من السجناء، من طريق عمل محاضرات وندوات إرشادية، والتوعية بهذه الآفة، التي أنهت حياة الكثير من العائلات والشباب، بعد أن تحولت إلى ظاهرة عالمية خطرة، واسعة الانتشار في كل دول العالم»، لافتاً إلى أن نسبة «كبيرة جداً من قضايا السجناء لها علاقة مباشرة في المخدرات». وتهدف جمعية «تعافي» التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة الشرقية، إلى «توعية المجتمع بأضرار المخدرات وآثارها المدمرة، من طريق التنسيق مع الجهات الحكومية والتعليمية في نشر ثقافة الوعي، والتحذير من خطورة المخدرات، بطرق جديدة وغير تقليدية، إضافة إلى العمل على احتواء المدمنين، ومساعدتهم في اتخاذ قرار العلاج في المصحات والمستشفيات الطبية الرسمية، من خلال الاتصال والتنسيق مع مسؤوليها، ومتابعة حالهم خلال فترة العلاج». وأشار البنعلي، إلى أن من بين أهداف الجمعية «احتضان المدمن المتعافي بعد انتهاء فترة علاجه، من طريق إنشاء مركز خاص، ورعايته، والتكفل بجميع نفقاته خلال عامين، إضافة إلى مساعدته في الحصول على فرصة عمل، توفر له دخلاً ثابتاً يؤمن حياته المعيشية». وأوضح أن الجمعية «أنفقت ما يربو على 400 ألف ريال منذ تأسيسها، من خلال دعمها ورعايتها المدمنين المتعافين، وإيجاد بيئة مناسبة لهم، لانخراطهم في المجتمع بعد رحلة علاج طويلة». وتعاني هذه الجمعية منذ الترخيص لها من جانب وزارة الشؤون الاجتماعية، من «قلة الدعم المادي»، إذ أن الموازنة السنوية المُخصصة إلى الجمعية من الوزارة «غير كافية لمزاولة أنشطة الجمعية كافة»، بحسب رئيس مجلس إدارتها، الذي لفت إلى أن الموارد المالية المتاحة حالياً، يتم «توفيرها من جانب رجال الأعمال والخير». وطالب بضرورة «توفير الدعم المادي». وعلى رغم أن أعضاء مجلس إدارة الجمعية ال26، وبينهم مشايخ وقضاة في المنطقة الشرقية، أجمعوا في أول لقاء لهم، بعد تأسيس الجمعية منذ عام، أنه في حال تعثرها مالياً، سيكون هناك خياران مطروحان أمامهم، «إما حل مجلس الإدارة، واختيار أعضاء جدد، قادرين على تمويل الجمعية مالياً، من خلال علاقاتهم الجيدة مع رجال البر والخير، أو إقفال الجمعية وإلغاء أنشطتها كافة». وذكر البنعلي أنهم «أمام أمر واقع، وان جميع الاحتمالات مطروحة». وقال: «إن أمانة المنطقة الشرقية وافقت في وقت سابق، على منح الجمعية موقعاً في متنزه شاطئ العزيزية، لإقامة أنشطة توعوية واجتماعية، منها محاضرات، ومسابقات، وأنشطة مختلفة موجهة إلى شريحة الشباب، التي ترتاد المتنزه في شكل دائم»، مضيفاً أن «مجموعة من المدمنين المتعافين، وأعضاء الجمعية، سيقومون خلال الأيام المقبلة، بتنفيذ حملة لتنظيف شواطئ في المنطقة، بعد أن وافقت الجهات الرسمية على الطلب، في خطوة تهدف إلى دمج المتعافين من المخدرات مع المجتمع المدني». وأقامت الجمعية أخيراً، معرضاً في مهرجان «قافلة الخير»، مقابل الواجهة البحرية لكورنيش الدمام، استقطب عدداًَ من الشبان الذين كانوا يتساءلون عن طرق تساعدهم على التخلص من المخدرات، وكيفية تجنبها. وطالب البنعلي الجهات الحكومية بتوفير «فرص وظيفية في القطاع الحكومي أو الخاص، إلى المتعافين بعد انتهاء فترة علاجهم، وبعد حصولهم على شهادة تزكية من الجمعية، تؤكد حسن سيرتهم الذاتية، وأنهم أصبحوا أشخاصاً صالحين».