لا تزال أزمة انتخاب «المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى» تراوح مكانها، ولم يدع أمس مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني المجلس الحالي الى عقد الجلسة الاسبوعية في دار الفتوى باعتبار ان «المجلس منحل والتجديد له باطل»، في وقت جال وفد من «المجلس» المذكور ضم نائب الرئيس عمر مسقاوي والأعضاء: جلال حلواني، رشيد ميقاتي، خلدون نجا، محمد فواز، محمد الصميلي، بسام برغوت وعبدالحليم الزين، على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيسين السابقين للحكومة سليم الحص وعمر كرامي لبحث موضوع إنتخابات المجلس. ونقل مسقاوي عن ميقاتي أنه سيدعو رؤساء الحكومة السابقين الى إجتماع قريباً في السراي للبحث في الموضوع. وتلقى كرامي اتصالاً هاتفياً من ميقاتي، خلال استقبال الأول وفد المجلس. وذكر مكتب كرامي أن الجانبين «اتفقا على عقد الاجتماع، ظهر الإثنين (غداً) لوضع خطة إصلاح متكاملة للشؤون الدينية وإيجاد حلول لقضية انتخاب المجلس الشرعي». وقال كرامي بعد اللقاء: «لا يجوز أن تكون القصة من ينتخب ومن لا ينتخب وجداول الشطب وغيرها. المطلوب وضع خطة كاملة متكاملة وطي صفحة الفوضى والإشاعات والارتكابات التي عادت على الطائفة بأسوأ ما يمكن تجاه الرأي العام». وأوضح مسقاوي في تصريح: «حملنا اليهم جميعاً أمر الازمة القائمة الآن بيننا وبين مفتي الجمهورية. والمطلوب في هذه المرحلة تحقيق إنتخابات فاعلة وقادرة على إيجاد ضوابط أساسية للمجلس الذي يعد المرجعية الاساسية التي تضبط كل اداء هذه المؤسسة، من مفتي الجمهورية الى المدير العام للاوقاف». ورأى «ان الدعوة الى الانتخابات من دون ان يكون الامر برقابة المجلس الشرعي امر خطير جداً على هذه المؤسسة، ومستقبلها، انها مشكلة إدارية مرهونة بضوابط قانونية تمنع أي مسؤول ان يتجاوز حدوده، والمجلس الشرعي الوحيد المخول دعوة الهيئة الناخبة لانتخاب أعضائه الجدد بعد انتهاء مدته، وهذا واجب عليه، اضافة الى أن على المجلس أن يحضر للعملية الانتخابية، كما انه المرجع في أي شكوى أو مراجعة. نحن اليوم بانتظار إهتمام رؤساء الحكومة السابقين، وتمنينا على الرئيس ميقاتي دعوتهم جميعا من اجل أن يرسموا الطريق الصحيح لإجراء انتخابات صحيحة». واذ شدد على ان «الدعوة للانتخابات في هذه الظروف تقع في فخ الخلافات والانقسامات السياسية، وهذا شيء خطير جداً»، اكد ان ميقاتي «ابدى إستعداده الكبير لحل هذه القضية، ونعلم أنه يشدد، منذ البداية، على ضرورة إجراء إنتخابات صحيحة لحفظ وحدة الطائفة ومرجعيتها، بعيداً عن أي خلافات سياسية». وقال: «كنا مددنا للمجلس الحالي من أجل أن يأتي المجلس الجديد وفقا للقواعد والتقاليد الأساسية التي ينتخب من خلالها، نحن الآن في أزمة ويجب أن نخرج منها، إما أن يترك لهذا المجلس أن يمارس مهمته التي انتظرها سنتين، أو أن يقوم مجلس جديد». واكتفت مصادر المفتي قباني بالقول ل«الحياة» ان «مديرية الاوقاف تعد حالياً لوائح شطب جديدة وتدقق فيها على ان تعلق خلال اسابيع وفي ضوء ذلك، سيدعو المفتي قباني الى انتخابات للمجلس الجديد».