أكدت منظمة «هيومان رايتس واتش» في تقرير تصدره اليوم الخميس ان الجنود الاسرائيليين أطلقوا النار، وقتلوا 11 فلسطينياً مدنياً كانوا يرفعون الاعلام البيض أثناء اجتياح غزة، بينهم خمس نساء وأربعة أطفال. ووصفت المنظمة التي تراقب خروقات حقوق الانسان ان ما قام به الجنود الاسرائيليون «مناف للقانون»، ودعت الجيش الاسرائيلي الى اجراء «تحقيق شامل ذي صدقية». وقالت المنظمة: «بموجب قوانين الحرب، فإن الافراد الذين ينفذون أمور الهجوم على المدنيين هم مسؤولون عن جرائم حرب». ويتكون تقرير «هيومان رايتس واتش» من 63 صفحة عرضت تحقيقاتها في 7 حالات داخل غزة وشملت العثور على «أدلة بالستيكية في موقع الحادث وسجلات طبية للضحايا، ومقابلات طويلة مع عدد من الشهود». وبحسب التقرير، رفضت السلطات العسكرية الاسرائيلية تكراراً تلبية طلبات اللقاء معها للبحث في هذه الحالات، ورفضت ايضاً الإجابة الخطية على الأسئلة التي وجهت اليها. وأكد جو ستورك نائب مدير الشرق الأوسط في المنظمة ان هناك أدلة على ان المدنيين ال11 الذين قتلهم الجنود الاسرائيليين، وهم يلوحون بالأعلام البيض كانوا في منطقة تسيطر عليها المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، حيث لا يوجد مقاتلون فلسطينيون، ولذلك تماطل وترفض التعاون مع المنظمة. ووصفت المنظمة ما كان يلوح به المدنيون ال11 من «أعلام»: «كان عبارة عما توافر لديهم من قماش أبيض». ويتخذ مقتل هؤلاء المدنيين بعداً خاصاً لأنهم تجمعوا في مجموعات للتلويح بالعلم الأبيض لإيضاح هويتهم المدنية، بحسب «هيومان رايتس». وهذا التقرير حول ضحايا «العلم الأبيض» هو السادس الذي تصدره المنظمة لإبراز خروقات اسرائيل و «حماس» وغيرهما من المجموعات المسلحة لحقوق الانسان، ووصفت ممارسات اسرائيل و «حماس» بأنها جرائم حرب نتيجة استخدام اسرائيل للفوسفور الأبيض وإطلاق «حماس» صواريخ على المدنيين الاسرائيليين. الى ذلك، قالت مصادر مقربة من تحقيقات فريق تقصي الحقائق الذي يرأسه القاضي ريتشارد غولدستون بتكليف من مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، ان التقرير المنتظر صدوره الشهر المقبل، والذي سيقدم نهاية هذا الشهر الى مجلس حقوق الانسان، ينص على ان كل من اسرائيل و «حماس» ارتكبتا جرائم حرب في غزة. وأكدت المصادر ان توصل تقرير غولدستون الى استنتاج بأن كلاً من اسرائيل و «حماس» مسؤولة عن ارتكاب «جرائم حرب» ستكون له دلالات فائقة الأهمية، خصوصاً ان التقرير سيكون في متناول رؤساء الدول والحكومات أثناء مشاركتهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول (سبتمبر) المقبل. وسيتضمن تقرير غولدستون توصيات للأسرة الدولية حول كيفية التعاطي مع ارتكاب اسرائيل و «حماس» جرائم حرب. وكانت اسرائيل رفضت التعاون مع غولدستون وفريقه، لكنه دخل غزة من رفح ثم أجرى مقابلات عبر الفيديو مع اسرائيليين من جنيف. وذكرت مصادر ان الدول الأعضاء في مجلس حقوق الانسان قد تتسلم التقرير هذا الاسبوع وان غولدستون سيزور الولاياتالمتحدة قريباً.