علمت «الحياة» أن التحقيقات والدلائل الأولية في قضية الإيرانيين المقبوض عليهم في المياه الإقليمية السعودية أول من أمس، تشير إلى أنهم كانوا في «رحلة صيد»، أثناء توقيفهم بالقرب من جزيرة حرقوص السعودية، غير المأهولة. فيما أبدى المتحدث باسم قيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية العقيد البحري خالد خليفة العرقوبي، تحفظه على الكشف عن مسار التحقيقات مع الموقوفين، «لتلافي التأثير على مسار القضية، أو استباق مجريات التحقيق» بحسب قوله. إلا أن مصادر مطلعة على حيثيات القضية والتحقيقات فيها، كشفت إلى «الحياة»، أن دوريات حرس الحدود السعودي، «عثرت في قاربي البحارة الإيرانيين ال21، على أدوات صيد، بينها شباك، إضافة إلى أسماك اُصطيدت حديثاً، وكذلك ثلاجات تستعمل لتخزين الأسماك»، مرجحة أن يكونوا في «رحلة صيد، ودخلوا المياه الإقليمية السعودية عن غير قصد، بسبب عدم وجود علامات واضحة لحدود الدول البحرية، أو بقصد البحث عن مصائد الأسماك الوفيرة». وأضافت المصادر «على رغم أن اجتياز حدود الدول الأخرى ممنوع، إلا أن الإقدام عليه أمر يتكرر بين الدول المتشاطئة في الأحواض المائية، مثل البحار والخلجان»، لافتة إلى أن الصيادين في دول الخليج العربي يُقدِمون على ذلك كثيراً، وفي المياه الإقليمية لجميع الدول المُطلة على الخليج، بمن فيهم الصياديين الإيرانيين». وأشارت إلى أنه في حال تم ضبطهم من قبل سلطات حرس الحدود أو خفر السواحل، «يجري توقيفهم، ويتم التحقيق معهم، ومحاكمتهم، وربما تصدر أحكام بسجنهم، وفرض غرامات مالية عليهم، وحتى مصادرة معدات الصيد. وقد تصل في حال تكرار الاجتياز، إلى مصادرة قواربهم وسفنهم». وكان العرقوبي، قال في بيان صحافي، وزعه «حرس الحدود» في وقت متأخر، من ليل أول من أمس: «إن إحدى الدوريات البحرية التابعة لقطاع حرس الحدود في الخفجي. ضبط عصر اليوم (أول من أمس) الأربعاء، قاربين إيرانيين داخل البحر الإقليمي السعودي، بالقرب من جزيرة حرقوص. في منطقة تبعد عن سواحل الخفجي نحو 42 ميلاً بحرياً»، لافتاً إلى أنه كان على متن أحد هذه القوارب «12 شخصاً، والآخر على متنه 9 أشخاص، ليصبح المجموع 21 شخصاً، جميعهم من الجنسية الإيرانية. ويجري التحقيق معهم، واستكمال باقي الإجراءات النظامية معهم». وتزامن القبض على الإيرانيين ال21، مع إفراج السلطات السعودية، عن 6 صياديين، كان تم القبض عليهم في وقت سابق، بعد تسللهم إلى المياه الإقليمية السعودية. فيما قُبض على 15 إيرانياً أثناء محاولتهم التسلل إلى المملكة عبر الساحل الشرقي في محافظة الخفجي، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ولا يزالون قيد التحقيق بحسب السفير الإيراني في السعودية محمد جواد رسولي، الذي أشار في تصريح نشرته «الحياة» أمس، إلى المساعي التي بذلتها سفارته، مع وزارة الخارجية السعودية، وأثمرت عن إطلاق 6 صيادين إيرانيين، واسترداد قواربهم. وقال سفير طهران لدى الرياض إن ذلك الإفراج تم نظراً إلى حسن نية المسؤولين السعوديين، ولأن دخول الصيادين الإيرانيين الستة المياه الإقليمية السعودية حدث سهواً خلال الفترة الماضية، ومن ثم تمّ توقيفهم من السلطات السعودية.