بعد رسالة غالبية نواب مجلس الشيوخ الأميركي للرئيس الأميركي باراك أوباما للضغط على الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل، تعتزم الحكومة الإسرائيلية القيام قريباً ب «هجوم إعلامي» في الولاياتالمتحدة لشرح سياستها من الملفين الفلسطيني والإيراني، بحثاً عن دعم لمواقفها في الرأي العام الأميركي «ولتغييره لمصلحة إسرائيل». ومن المتوقع أن يبدأ «الهجوم» الذي بادر به وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الشهر المقبل بعد الأعياد اليهودية، بزيارات يقوم بها عدد من وزراء الحكومة يبدأها وزير شؤون الاستخبارات دان مريدور ثم وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون والوزير بلا حقيبة بنيامين بيغين، وثلاثتهم أعضاء في «منتدى الستة» الذي يضم أيضاً رئيس الحكومة ووزيري الدفاع والخارجية، ويعتبر الهيئة السياسية الأمنية الأعلى في الدولة العبرية. كما سيشارك في الحملة الواسعة الوزير يوسي بيلد ونائب وزير الخارجية داني أيالون ورجال إعلام بارزون وشخصيات اعتبارية عديدة على أن يجولوا في المدن الأميركية الرئيسة ويلتقوا نواب الكونغرس ومجلس الشيوخ ورؤساء بلديات وشخصيات نافذة أخرى ويشاركوا في محاضرات ولقاءات صحافية بهدف تأكيد أهمية معالجة الملف النووي الإيراني بسرعة، وشرح مواقف إسرائيل من الاستيطان وسائر قضايا العملية السياسية المجمدة في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن تسبق زيارات الوزراء زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إلى نيويورك على رأس وفد يضم وزير الخارجية ليبرمان للمشاركة في الدورة السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة، من دون استبعاد تنظيم لقاءات لهما مع عدد من زعماء العالم، آمليْن بلقاء زعماء ووزراء من دول لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع الدولة العبرية. وتصف إسرائيل الأشهر المقبلة ب «الخريف السياسي» الحافل بالتحركات السياسية، بدءاً باحتمال فتح الحوار بين واشنطنوطهران، ومروراً بتكثيف الإدارة الأميركية جهودها لتحريك العملية السياسية في الشرق الأوسط وإمكان إطلاق الرئيس الأميركي مبادرة سلام خاصة. وسوغت مصادر سياسية القيام بحملة واسعة في الولاياتالمتحدة ب «عدم اطّلاع الأميركيين في شكل كاف على مواقف إسرائيل»، وباقتراب الموعد الذي يفترض أن يبت فيه الرئيس الأميركي في مسألة التحاور مع ايران من عدمه، «إلى جانب نفاد الوقت حيث لا يقوم المجتمع الدولي بفرض عقوبات على طهران، ما يستدعي بحسب المستوى السياسي في إسرائيل هجوماً ديبلوماسياً إسرائيلياً مكثفاً حول هذه المسألة». وأفادت «يديعوت أحرونوت» في موقعها على الإنترنت أن الرسائل الرئيسة التي سيرددها الإسرائيليون في جولاتهم في الولايات الأميركية تتعلق أساساً بالموضوع الإيراني «لتأكيد خطورة البرنامج النووي وطابعه الملّح» وأنه في حال فشل الحوار المباشر بين واشنطنوطهران، فإن على دول العالم أن تفرض، كل منها على حدة، كما تعتقد أوساط أميركية رفيعة المستوى، عقوبات على طهران وعدم انتظار قرار من مجلس الأمن الذي تعرقل الصين وروسيا اتخاذه. أما في شأن العملية السياسية، فسيكرر الإسرائيليون شروط الحكومة الحالية للتقدم نحو السلام مع الفلسطينيين وفي مقدمهما اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل وبوجوب أن تكون الدولة الفلسطينية العتيدة منزوعة السلاح، وأن يقدم المجتمع الدولي وفي مقدمه الولاياتالمتحدة ضمانات بعدم المساس بأمن إسرائيل. من جهتهم، سيؤكد المشاركون في الحملة الإعلامية «وجوب إلزام العالم العربي عملية سياسية إقليمية شاملة وفقاً لخطة الرئيس الأميركي باراك أوباما وضرورة أن تقوم الدول العربية بخطوات تطبيع مع إسرائيل».