أعلنت المعارضة الروسية أمس رفضها قانون حظر تبنّي الأميركيين أطفالاً روساً، ووصفته ب «الهمجي وغير الإنساني»، وأكدت إنها تخطط للتظاهر الشهر المقبل احتجاجاً عليه وللمطالبة بحل مجلسي الشيوخ والنواب. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن زعيم «جبهة اليسار» سيرغي أودالتسوف، أحد المكونات الأساسية للمعارضة، قوله إن مجموعة من نشطاء المعارضة تقدموا بطلب من سلطات موسكو للحصول على إذن بالتظاهر في وسط العاصمة الأحد 13 كانون الثاني (يناير) المقبل. وأوضح أودالتسوف أن حوالى 20 ألف متظاهر سيطالبون السلطات بإلغاء القانون المثير للجدل الذي وقعه الرئيس فلاديمير بوتين أول من أمس، الذي يحظر تبنّي الأميركيين أطفالاً روساً، وبحل مجلسي الشيوخ والنواب اللذين أقراه. وزاد: «هذا ليس تحركاً مؤيداً للولايات المتحدة بل خطوة تهدف للتعبير عن أن المرء لا يمكنه ببساطة أن يحدد مصير الأطفال بهذه الطريقة. هذا معيب». ووقّع بوتين على قانون «ديما ياكوفليف» الذي ينص على حزمة إجراءات تتخذها موسكو رداً على «قانون ماغنيتسكي» الأميركي الذي يفرض عقوبات على مجموعة من المسؤولين الروس، فيما يفرض القانون الروسي الجديد عقوبات مماثلة على مسؤولين أميركيين ويمنع المواطنين الأميركيين من تبنّي أطفال روس. وقال أودالتسوف: «نحن نعتبر القرار غير إنساني وهمجي ورد فعل غير مناسب على قانون ماغنيتسكي». يذكر أن مجلس بلدية موسكو لا يعمل خلال عطلة عيد رأس السنة ما يعني أن الرد على طلب التظاهرة لن يصدر قبل 9 كانون الثاني. بحث عن بديل على صعيد آخر، أحدث هذا الحظر إنتكاسة لراغبي التبني في الولاياتالمتحدة مع تزايد البلدان التي تفرض قيوداً على مثل هذه العمليات، مثل الصين وغواتيمالا والتي تعدّ خططاً محلية للتبني. وساهم توقيع اتفاقية لاهاي الخاصة بالتبني في عام 2008 في تحسين الاجراءات إلى حد كبير بعد فساد شديد كان يشوبها. ومن الأسباب الأخرى التي دفعت بلداناً لتشديد القيود عوامل سياسية داخلية ومخاوف من سوء المعاملة. وفي عام 2004 تبنّى مواطنون أميركيون 22991 طفلاً من الخارج، وهو أعلى رقم حسب مجلة «أدوبتيف فاميليز»، وتراجع العام الماضي إلى 9319 طفلاً. ولا تزال هناك بدائل أمام الأميركيين الراغبين في التبني من الخارج ومن الوجهات الجديدة التي يقصدونها بلغاريا وكولومبيا وبلدان أفريقية كثيرة. ولفت خبراء إلى أنه تتابع حالياً اجراءات أقل من 50 حالة تبنٍ أميركية لأطفال روس وان نحو 250 اسرة اميركية حددت الأطفال التي ترغب في تبنيهم. كما أن خطط التبني من كمبوديا وفيتنام، اللتين أوقفتا برامج التبني مع الولاياتالمتحدة، ستستأنف قريباً.