يبدو أن روسيا باتت تعترف بأن نظام الرئيس بشار الأسد قد يكون قريباً من نهايته، وهو ما يشير إلى أن الكرملين بدأ يُعد لمرحلة ما بعد النظام الذي ظل حليفاً لموسكو لأكثر من أربعة عقود. وإن كانت الرئاسة الروسية لا تزال تقارع الغرب برفضها دعوة الأسد صراحة إلى التنحي، فإن تقويمها الأخير لحظوظه في الاستمرار يعطي بعض الأمل في أن تشهد نهاية السنة نشاطاً ديبلوماسياً محموما باتجاه التوصل إلى حل. وقال فيودور لوكيانوف رئيس «مجلس السياسات الخارجية والدفاعية» في موسكو: «روسيا ليست غافلة عن واقع الأمور، والديبلوماسيون الروس ليسوا أغبياء. إنهم مدركون بأن الأمور تسير باتجاه واحد». وأضاف: «بات معروفاً للجميع ما ستؤول إليه الأمور في نهاية المطاف، لكن من غير المعروف متى سيحدث ذلك». ويأتي التغير في الموقف الروسي في ظل تسارع التطورات على الأرض في سوريا مع الإعلان عن سيطرة المقاتلين المعارضين على المزيد من المواقع من القوات الحكومية، وإعلان المزيد من الانشقاقات. وتغيرت لهجة روسيا في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إن الأسد بدأ يفقد السيطرة، وإنه لا يمكن استبعاد أن تنتصر المعارضة في النهاية. ويبدو أن تصريحاته التي نقلتها وسائل الإعلام الروسية الحكومية، كان يفترض أن تكون غير قابلة للنشر. ولكن بعد ذلك صدرت عن القادة الروس تصريحات مماثلة لكن أكثر حذراً. وقال الرئيس فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافي بمناسبة نهاية السنة: «لسنا معنيين بمصير الأسد... نتفهم أن هذه العائلة موجودة في السلطة منذ أربعين عاماً وأن هناك حاجة إلى التغيير». وقال لوكيانوف إن الهدف الرئيس الذي تسعى إليه روسيا اليوم هو ضمان عدم حدوث تدخل عسكري خارجي في سورية، مثل أن يقود الحلف الأطلسي حملة جوية كتلك التي أدت إلى إسقاط نظام معمر القذافي السنة الماضية في ليبيا. وأضاف: «أي عملية سياسية تقود إلى تغيير السلطة في سورية، تناسب روسيا». وتبذل روسيا ما بعد الحقبة السوفياتية في عهد بوتين جهوداً للحفاظ على مكانتها كقوة عظمى وستعمل جاهدة للحفاظ على نفوذها في سوريا الجديدة.