تستأنف منافسات دوري زين السعودي مجدداً، بعد أن توقفت لانطلاق مسابقة كأس ولي العهد، إذ تقام مساء اليوم ثلاث مواجهات ضمن الجولة ال16، فالأهلي يستضيف الشباب في مكةالمكرمة، والفتح يلاقي الشعلة على ملعب الأول في الاحساء، والاتفاق يحل ضيفاً على التعاون في بريدة. الأهلي - الشباب مواجهة حامية الوطيس، وفي غاية الأهمية لكلا الطرفين، بعد خروجهما المفاجئ من منافسات كأس ولي العهد في الأدوار الأولية، ما يجعل شعار المواجهة التعويض ولا شيء غيره. الأهلي يدخل المباراة من الخانة السابعة ب19 نقطة، ويعيش الفريق أوضاعاً فنية غير مستقرة على الإطلاق في ظل تخبطات مدربه التشيخي غاروليم، إذ أثار حفيظة عشاق القلعة بعدم الثبات على التشكيل، إضافة إلى النهج الفني الغريب الذي يعمد إليه من مباراة إلى أخرى، وتعالت أصوات خضراء في الفترة الأخيرة وتحديداً بعد الخسارة الموجعة أمام النصر في ربع نهائي كأس ولي العهد، تطالب بالتخلص من المدرب قبل فوات الأوان وخروج الفريق من الموسم صفر اليدين. الفريق الأهلاوي فقد شخصيته الفنية تماماً، وبات مسرح تجارب للمدرب التشيخي، ومن الصعب التكهن بالصورة التي سيظهر بها، أو الأسماء التي سيعتمد عليها، لذا ستكون جماهير الفريق في حيرة كبيرة، إلى ما بعد الصافرة الأولى في المباراة. وعلى الطرف الآخر، يتطلع الشباب إلى تعويض خروجه من بطولة كأس ولي العهد، بمواصلة مطاردة الفتح والهلال على صدارة الترتيب، إذ يقف الفريق في المركز الثالث ب32 نقطة، وبفارق أربع نقاط عن المتصدر الفتح، لذا سيرمي المدرب البلجيكي برودوم بأوراقه الرابحة كافة، لمصالحة جماهير فريقه بانتصار سيمهد الطريق نحو منافسة قوية لانتزاع الصدارة، والخطوط الشبابية تبدو مؤهلة لتحقيق أصعب الانتصارات، متى قدم اللاعبون المستويات المعروفة عنهم. ثنائي المقدمة ناصر الشمراني والأرجنتيني تيغالي قوة هائلة تهدد أقوى الدفاعات، ومتى ما وجدا الإمداد المناسب من خط الوسط، والمساندة الفاعلة من ظهيري الجنب، فلن يجدا صعوبة في زيارة شباك الخصم في أكثر من مناسبة. الفتح - الشعلة تبدو مهمة الفتح ليست بالصعبة للتمسك بالصدارة وتوسيع الفارق مع المنافسين، عطفاً على الفوارق الفنية الكبيرة التي تصب في كفة الفريق، إلى جانب أفضلية الأرض والجمهور. الفتح يدخل المواجهة معتلياً صدارة الترتيب ب36 نقطة، ومن دون أية خسارة، ويتطلع إلى مواصلة سلسلة الانتصارات قبل فترة التوقف التي تعقب هذه الجولة لأكثر من شهر، بسبب ارتباط المنتخب الأول بمنافسات كأس الخليج مطلع الشهر المقبل، وأجندة المدرب التونسي فتحي الجبال مليئة بالأسماء الجيدة القادرة على مواصلة العطاءات، وأن كان الاعتماد الأكبر على البرازيلي إلتون والكونغولي دوريس سالمو وحمدان الحمدان، إلى جانب تحركات النشط حسين المقهوي، فيما تفتقد أجندة المدرب لأهم العناصر بغياب الهداف ربيع سفياني والمدافع الرائع بدر النخلي للإصابة. وعلى الجهة المقابلة، لا تتجاوز طموحات الشعلة العودة بنقطة التعادل، لتعزيز موقفه في صراع البقاء، فالفريق يحتكم على 14 نقطة في المركز ال10، وبفارق ثلاث نقاط فقط، عن صاحب المركز ما قبل الأخير هجر، ما جعل المدرب المصري محمد صلاح يشارك بقائمة البدلاء في مسابقة كأس ولي العهد، سعياً إلى ادخار العناصر الأساسية لمعترك الدوري، وعلى رغم وجود الفريق في مركز متأخر، إلا أن لاعبيه يملكون حماسة عالية، ويرفضون تسليم المباراة بسهولة مهما كانت قوة الخصم، والجماهير الشعلاوية تعول على المغربي حسن الطير، وكذلك المالي سالاتا الشيء الكثير لقيادة فريقهم إلى مراكز الوسط. التعاون - الاتفاق تتباين طموحات الفريقين، فالتعاون صاحب المركز ال11 برصيد 13 نقطة، يحاول جاهداً الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، لوضع يده على النقاط الثلاث كاملة، من أجل الابتعاد عن مراكز الخطر، والخطوط الصفراء تلعب بأسلوب جماعي، يلغي معظم الفوارق الفنية التي تقف في صف الخصوم في غالب المواجهات، والمدرب المقدوني جوكيكا يلجأ إلى الأسلوب الدفاعي مع الاعتماد على الهجمات المعاكسة التي يقودها محمد الراشد ومن خلفه أحمد الحربي وأحمد مفلح والمغربي الحاج بوقاش. وعلى الضفة الأخرى، يتطلع الاتفاق إلى اقتحام مربع الأقوياء، إذ يقف في المركز الخامس ب25 نقطة، والفوز سيدفع به موقتاً إلى الخانة الرابعة على حساب النصر صاحب ال27 نقطة، والمدرب البولندي سكورزا مطالب بمسح أثار الخسارة الماضية على يد الوحدة والخروج المر من مسابقة كأس ولي العهد، وعلى رغم اقتراب جولات الحسم، إلا أن الفريق ما زال يعاني من عدم الثبات على الأداء، ودائماً ما تطغى الاجتهادات الفردية على أداء الفريق، ما تسبب في تفاوت النتائج، وغياب الهوية الحقيقية ل«فارس الدهناء».