مع بداية عام دراسي جديد وذهاب الناس للمكتبات لشراء مستلزمات المدرسة، لفتني موقف لفتاة كانت فرحة جداً وهي تشتري وتختار الأقلام الألوان وإذا بأبيها يصرخ عليها عند شراء الحقيبة المدرسية، فكان يختار لها اللون الأحمر، وهي تريد الوردي، وأخبرته بعدم حبها للون الأحمر، فإذا به يقول مزمجراً: «ماجبتك هنا عشان تحبينها»، امتلأت الفتاة بالدموع ولم تكمل شراء حاجياتها، وأصبحت تحاول كتم نحيبها وبكائها، وهو ما زال يصرخ ويؤلم ابنته بكلام جارح أمام الناس، لم يحترم طفولتها ومحاولتها لاختيار حاجياتها واتخاذ قراراتها بنفسها، وهذه من أعظم الأسباب التي تفقد ثقة أطفالنا بأنفسهم. ما هو ذنب طفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها بأن تفقد أهم صفات شخصيتها أمام الناس والأطفال؟ كان يجب عليه أن يمنح الطفلة الاستقلالية بالاعتماد على نفسها مع مساعدها حتى تشعر بالأمان وبأن لها حق في اختيار ما يخصها.