أحب كثيراً ما يتعلق بالألوان من الناحية العلمية والنفسية، وأشعر دائماً أن اختيار اللون في المنزل وفي العمل يمكن أن يضفي على النفس راحة وهدوءاً، أو إثارة وقلقاً في بعض الأحيان. ويمكن للإنسان في المنزل أن يختار الألوان التي تمنحه مزيداً من الراحة والسرور وخاصة في غرفتي الجلوس والنوم. وأعتقد أن لكل إنسان لونه المفضل الذي يرتاح لرؤيته، ومن ذلك لون سيارته؛ حيث إن كثيراً من الناس يختارون الألوان الفاتحة، وبعضهم يختارون الألوان الداكنة، والقليل منهم من يختار الألوان الفاقعة وخاصة اللون الأصفر الفاتح الذي يذكرني بعربات مكافحة الجراد... وكنت أعتقد أن فلسفة الألوان وتأثيرها يقتصران فقط على الألوان داخل المنزل أو العمل أو المطعم. ولكن دراسة حديثة أثبتت أن هناك علاقة بين لون سيارتك والحوادث المرورية التي يمكن أن تواجهها عند القيادة ... ويؤكد مجلس السلامة الوطني في الولاياتالمتحدة أن للّون الذي تختاره لسيارتك دورا في إنقاذ الإنسان من حادث مروري - بمشيئة الله تعالى -. ويعود ذلك إلى أن بعض ألوان السيارة ذات تأثير على الإنسان، وربما تساعد على تجنب الحوادث. ويقول الباحثون إن أقل الألوان وضوحاً، وبالتالي أكثرها خطراً هي الألوان : الأسود، والكحلي والأخضر والأحمر الداكن، لأن هذه الألوان لا يمكن رؤيتها في الضوء الخافت أو في الظلام، وبالتالي تفقد قدرتها على عكس الضوء. وكلما كانت ألوان السيارة زاهية، ازدادت سلامة السيارة، وخاصة أثناء سيرها في الضوء الخافت أو في ظلام الليل. واللون الأبيض كما يعتقد الباحثون هو أفضل الألوان لقدرته الكبيرة على عكس أضواء السيارات المواجهة بصورة أفضل .. وللعمر أيضاً دخل في تمييز الألوان، حيث تتطلب العين البشرية مدة أطول لتمييز الألوان الداكنة في الظلام، وكلما ازداد عمر الإنسان فإن تمييز الألوان يكون صعباً وخاصة في الضوء الخافت أو عند الغسق ... ومع ذلك فإن اللون الأبيض ليس أفضل الألوان تحت مختلف الظروف، رغم قدرته الكبيرة على عكس الضوء. والسبب يعود إلى دور المنطقة التي يعيش فيها الإنسان، فإذا كان يعيش في منطقة يكثر فيها تساقط الثلوج، فإن اللون الأبيض للسيارة يمكن أن يعيق أو يمنع الإنسان عن رؤية المعالم المحيطة بوضوح، وبالتالي يمكن أن يؤثر في مجال رؤيته ... والخلاصة أن اللون يمكن أن يكون عاملاً مهماً في مجال تجنب الحوادث .. إذا ما استثنينا العوامل التي تحكم سلوك البشر وسلامة المركبة والطريق....