برزت مفارقات كثيرة قبيل الافتتاح الرسمي لدورة الألعاب الآسيوية ال17 التي تستضيفها إينشيون الكورية الجنوبية من 19 الجاري حتى الرابع من الشهر المقبل. فالأيام القليلة التي سبقت الانطلاقة الرسمية للألعاب شهدت محطات، منها التاريخي كلم شمل الكوريتين الجنوبية والشمالية مجدداً على رغم الخلاف والانقسام بينهما، ومنها الطارئ كمشكلة التحرش الجنسي التي طفت بقوة، ويبدو أن أكثر من مشارك متورط فيها، وصولاً إلى الناحية التنظيمية التي لا شك في أنها تتأثر حكماً بالعدد الكبير من المشاركين من رياضيين ورسمييين وإعلاميين. وتعتبر دورة ألعاب إينشيون الأكبر حتى الآن في تاريخ الدورات الآسيوية التي انطلقت منتصف القرن الماضي، وتكاد توازي دورة الألعاب الأولمبية من حيث عدد المشاركين فيها والذين يتوزعون على نحو 10 آلاف رياضي ورياضية، ونحو 4 آلاف إداري ومدرب وحكم، وقرابة 10 آلاف إعلامي، هذا فضلاً عن ممثلي الاتحادات الرياضية الدولية والآسيوية والمتطوعين ورجال الأمن الكوريين الذين هم على علاقة مباشرة بالألعاب .على رغم شبه حالة الحرب القائمة في شبه الجزيرة الكورية التي انقسمت قبل أعوام طويلة إلى جزئين جنوبي وشمالي، ومقاطعة كوريا الشمالية لأي فعاليات رياضية وغير رياضية تقام على أرض جارتها الجنوبية منذ أعوام، نجحت المحادثات بين البلدين بسعي من المجلس الأولمبي الآسيوي في لمِّ الشمل في أسياد إينشيون. ورفع العلم الكوري الشمالي في قرية الرياضيين قبل أيام، لكن اللجنة المنظمة أزالته مع كل أعلام الدول الأخرى من الطرقات المحيطة بالمنشآت الرياضية «تجنباً لاحتجاجات ضد كوريا الشمالية». وتحدث رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد في هذا الصدد عن «قدرة الرياضة على توحيد القارة الآسيوية». وأضاف: «إن دورة الألعاب الآسيوية ليست فقط دورة رياضية، بل تتعلق بالسلام والثقافة وبجمع شباب هذه القارة كل أربع سنوات». وتابع: «إن المجلس الأولمبي الآسيوي كان يساعد الحركة الرياضية في كوريا الشمالية واللجنة الأولمبية فيها، لأكثر من 30 عاماً، وقد تعاونا مع المسؤولين فيها لمشاركة الرياضيين في إينشيون، فمشاركتهم ستشكل إضافة جيدة لهذه الألعاب وتوجه رسالة سلام في شبه الجزيرة الكورية». ويشارك أكثر من 200 رياضي من كوريا الشمالية في ألعاب إينشيون، وينافسون في 14 لعبة.