أجرى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة محادثات مع نظيره الأردني نادر الذهبي في حضور سفير الأردن لدى لبنان زياد المجالي ركزت على الأوضاع اللبنانية والعربية إضافة إلى العلاقات الثنائية. وبعد المحادثات اصطحب السنيورة نظيره الأردني إلى احد مساجد العاصمة حيث أديا صلاة الجمعة معاً، وعادا إلى السراي الكبيرة حيث استكملا المحادثات في خلوة ثنائية. وعقد الطرفان مؤتمراً صحافياً مشتركاً، وأوضح السنيورة ان «المحادثات ركزت على مسائل تدعم العلاقات اللبنانية - الأردنية في أكثر من مجال و أخذت بعداً إضافياً منذ فترة من خلال الاتفاق الذي تم توقيعه بين لبنان وكل من الأردن ومصر وسورية في مجال نقل الغاز والطاقة إلى هذه الدول، وهذا الأمر نعتبره من أهم الأمور التي تظهر مدى قيمة التعاون العربي في شؤون تهم هذه الدول الأربعة. وترجمة هذا الاتفاق أمر في غاية الأهمية والفائدة تعود على الدول الأربعة، وأعتقد أن ذلك لن يقتصر على الكهرباء والغاز بل يمتد إلى عدد من الأمور الأخرى التي نرى فيها مصلحة للجميع». أما الذهبي فأشار الى «أجواء التصالح والنقاء العربي ما بعد قمة الكويت الاقتصادية والقمة العربية في الدوحة»، وقال: « الآن الأجواء جيدة جداً وتحدثنا في شكل عام عن العملية السلمية ومبادرة السلام العربية ورحلة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى الولاياتالمتحدة حيث سيتحدث عن مبادرة السلام العربية والسلام في المنطقة، ونحن ندفع باستمرار باتجاه تنفيذ العملية السلمية الآن، وليس الدخول في عملية سلمية جديدة كما كانت العمليات السابقة، فنحن الآن في العام 2009 يجب أن نخوض في هذا الأمر مع الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية الجديدة، نحن ندفع في هذا الاتجاه بهدف إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، هذه هي الأولوية بالنسبة الينا. ولكننا أيضاً تحدثنا في العلاقات الثنائية اللبنانية - الأردنية الاقتصادية وتعزيز التبادل التجاري والمشاريع الإستراتيجية العربية التي تربط أكثر من دولتين في ما بينهما». وتوقف عند مسألة الربط الكهربائي، وأمل بأن تنضم اليه ليبيا والعراق وتركيا، «وهذا مهم جداً بالنسبة الينا على صعيد الاستثمار في مجال الطاقة»، وعن خط الغاز العربي قال: « في الأردن 80 في المئة من الطاقة الكهربائية تولد من الغاز العربي الآتي من مصر وإن شاء الله يمتد الأمر إلى سورية ولبنان ويمكن استعمال الغاز العربي في توليد الطاقة الكهربائية بسعر أقل من المشتقات النفطية الأخرى. ونتطلع أيضا إلى زيادة التبادل التجاري بين الدول العربية لأن هذا يخلق فرص عمل للعرب داخل بلدانهم بدلاً من الاعتماد على مستوردات من دول أخرى، ونحن نعزز هذا الأمر ليس مع لبنان وحده وإنما أيضاً مع معظم الدول العربية، مع العراق والسعودية وسورية ومصر، وخصوصاً دول الجوار». وعن اغفال قمة الدوحة حق العودة للفلسطينيين، واعتبار أكثر من رئيس عربي أن المبادرة العربية للسلام لم تعد صالحة، اكد الذهبي ان «قرار القمة كان واضحاً وهو قرار إجماع تحدث عن مبادرة السلام العربية وإبقائها على الطاولة وبحثها الآن مع الإدارة الأميركية ومع الحكومة الإسرائيلية الجديدة. نحن نسعى دائماً في هذه الإستراتيجية إلى الخوض في السلام، وليس هناك من بديل الآن من هذه الإستراتيجية، لا أظن أن هناك معارضة الآن لهذا الموضوع بالذات إنما كان هناك إجماع على القرار الصادر عن القمة العربية، أما إذا دخلنا في الحيثيات وإذا تحدثنا عن القدس كعاصمة أو عودة اللاجئين أو المياه أو الحدود فإن كل هذه الأمور ستخضع لترتيبات الوضع النهائي». ورداً على سؤال عن ترشحه في صيدا، اعتبر السنيورة ان «ليس هذا المكان للبحث في هذا الموضوع». وعن موعد وصول الغاز إلى لبنان، قال الذهبي: «وصل إلى الأردن وتم استعماله، والآن وصل إلى الحدود السورية وهو سيدخل إلى الأراضي السورية، وهذا لا يشمل فقط الغاز العربي الآتي من مصر بل هناك الآن بئر من أكبر آبار الغاز الموجودة في العالم العربي على الحدود السورية - العراقية، وإذا ما تم استخدام هذا الغاز في خط الغاز الموجود في سورية، فسيكون من السهل جداً إيصاله إلى لبنان في شكل أسرع من وصول الخط الآخر، وحتى ربما تصدير هذا الغاز من طريق خط الغاز العربي الموجود في مصر».