امتدح المدرب في وزارة التربية والتعليم حاتم الغامدي تحوّل معظم الجهات الحكومية إلى تقديم خدماتها آلياً (ذاتياً)، من خلال برامج التعاملات الإلكترونية باستخدام تقنيات شبكة الإنترنت، خصوصاً أن إدارة المعاملات حاسوبياً استطاعت التقليل من دور المحسوبية و«الواسطة» والقضاء عليهما. وقال الغامدي خلال محاضرة ألقاها بنادي المدينةالمنورة الأدبي مساء أول من أمس بعنوان: «نشر الثقافة والمعرفة الرقمية» بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية: «الواسطة أخلت بموازين العدالة الاجتماعية وبقيت سلبية تؤرق المجتمعات، لكن التعاملات الإلكترونية قضت عليها»، لافتاً إلى أن تمكين المستخدمين من إتمام معاملتهم ومتابعتها من منازلهم ومكاتبهم، من دون الحاجة إلى مراجعة الإدارة الحكومية يوفر عليهم وعلى الموظفين الوقت والجهد ويختصر المدة الزمنية لإنجاز المعاملات. وتطرق الغامدي إلى أهمية الاتصالات وتقنية المعلومات، وأمن المعلومات والخصوصية والخدمات المصرفية عبر الإنترنت، مستعرضاً من خلال جهاز عرض مرئي عدداً من الجرائم الإلكترونية وأساليب المخالفين للوصول غير الشرعي لها، مشيراً إلى أن جرائم إساءة استخدام الهواتف المتنقلة أكثر ما يقع فيها الشباب، بسب ضعف ثقافتهم بنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية. وشدد الغامدي على ضرورة خلق ثقافة نوعية لدى المستخدمين حول مفاهيم حقوق الملكية الفكرية، ومنها أضرار البرامج المقرصنة وكيف يمكن للبرامج الأصلية تحقيق الحماية المطلوبة لبياناتهم الشخصية. وحذر من انتهاكات حقوق الملكية الفكرية بالدخول غير المشروع على نظام أو موقع إلكتروني أو التصنت على ما هو مرسل عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو اعتراض البريد الإلكتروني وقال إن السطو الفكري تسبب في تأخر الابتكار. وعرض الغامدي بعض أنواع الجرائم الإلكترونية ومنها اختراق الحاسب الآلي وتدميره، واختراق البريد الإلكتروني وسرقة محتوياته، والتشهير بالأشخاص والسب والقذف واختلاس الأموال وسرقة كلمات السر والاستدراج. وأوضح أن تعدد أنواع الجرائم الإلكترونية وتطورها أظهر الحاجة لدى دول العالم إلى سن أنظمة تنظم استخدام الإنترنت وفرض عقوبات لمن يسيء استخدامها بأية صورة كانت، إذ صدر في المملكة (نظام مكافحة جرائم المعلوماتية) قبل خمسة أعوام. وفي نهاية المحاضرة أجاب الغامدي على أسئلة الحضور، التي ركزت على التعاملات التقنية بين الجهات الخاصة والحكومية، ونصح بالتوجه إلى هيئة الاتصالات أو عبر موقعها عند حدوث أية شكوى، مؤكداً أن الهيئة تحرص على إنصاف المواطنين والتحقيق في ما يواجهونه من مشكلات، ونبه على ضرورة استخدام برامج حماية من الفيروسات وشراء البرامج الأصلية لأن المنسوخ منها غير آمن.