قضت محكمة الاستئناف الكويتية أمس بتأييد حكم أول درجة في قضية قيام رجال أمن بخطف المواطن محمد غزاي الميموني وتعذيبه وقتله، ورفضت الاستئناف المقدم في هذه القضية التي شغلت الرأي العام الكويتي على مدى عامين ولا تزال. وأثار الحكم غضب أقرباء للمجني عليه وهتف بعضهم أمام قاعة المحكمة أمس بأنهم «لا يقبلون أقل من الإعدام». وكانت محكمة الدرجة الأولى حكمت بالحبس المؤبد على ضابطين في وزارة الداخلية وحبس 5 رجال أمن لمدة 15 سنة وحبس ضابط آخر سنتين، وعزل كل منهم من الوظيفة، في ما بات يعتبر أسوأ قضية فساد شرطة وسوء استغلال سلطة في وزارة الداخلية. وتتلخص القضية في أن المتهمين اعتقلوا الميموني في كانون الثاني (يناير) 2011 بدعوى علاقته بشبكة للإتجار بالخمور، وجرى حجزه في أحد المخافر ثم نقل إلى استراحة يملكها أحد الضباط ثم أعيد إلى المخفر، وخلال أيام احتجازه تعرض لتعذيب شديد أدى إلى وفاته، فنقل إلى مستشفى شركة النفط في «الأحمدي» ومورست ضغوط على الطبيب المناوب ليكتب تقريراً بأن الوفاة طبيعية، لكن الطبيب رفض وكتب مشاهداته بأن جسد الضحية مليء بآثار الضرب والحرق والتعذيب، وأن الوفاة نجمت عن هذا السبب. وشهدت القضية منذ بدايتها تدخلاً من نواب المعارضة في مجلس الأمة (البرلمان) للمطالبة بتحقيق نزيه يكشف الحقيقة، وقال نواب إن السبب الحقيقي لاعتقال الميموني وتعذيبه هو خلاف شخصي مع ضابط كبير في وزارة الداخلية ولا علاقة له بأي شبكة خمور. ويزعم معارضون أن هذا الضابط المتنفذ الذي قال شهود إنه كان يقود سيارة بيك أب نوع «يوكن» سوداء اللون، أبعد عن مجرى التحقيقات ولم تشمله. وتضمنت حيثيات الحكم أمس تفاصيل مؤثرة لتجاوزات من قبل بعض رجال المباحث على معتقلين في المخافر، وفق إفادات شهود، إذ تستخدم في انتزاع الاعترافات «الفلقة» وشواية كهربائية والتعليق من الرجلين والرش بمياه باردة في الشتاء والحبس داخل المراحيض ووسائل إيذاء أخرى. وانتقد محامون حضروا المحكمة أمس قيام شرطي وقف على المنصة بتلاوة نص الحكم بدلاً من القاضي الذي بقي في مكتبه وفضل عدم مواجهة الحضور عند النطق بالحكم، وقال المحامون إنها «سابقة» في الكويت. ونشرت صحيفة «القبس» الكويتية أمس تقريراً لوزارة الداخلية أفاد أن الكويت «تشهد وقوع جريمة كل 30 دقيقة» وأن 15 ألف جريمة ارتكبت في الشهور التسعة الماضية. وكان مقتل طبيب الأسنان اللبناني سمير جابر طعناً في مجمع ال «أفنيوز» التجاري الفخم يوم الجمعة الماضي هز الكويت، إذ وقعت الجريمة في وضح النهار وفي مكان عام ولسبب تافه هو الخلاف على موقف سيارة.