حذر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي حكومات إقليمية والمعارضة الخارجية من»أن الوقت يضيق وآن الأوان للبدء بالعمل السياسي ورمي السلاح»، قائلاً إن روسيا «لا تضغط «على دمشق وإن «القرار السياسي السوري هو قرار سيادي محض، وليس هناك أي تغيير في الموقف الروسي أو الخطاب المعلن». ورداً على سؤال حول تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الأخيرة، قال الزعبي «إن رأي نائب الرئيس هو رأي من آراء 23 مليون سوري. وسورية دولة تحكمها مؤسسات وقيادات والرأي النهائي لها. والجيش عندما يدافع عن البلاد في مواجهة الإرهاب لا يفكر بمقولة وهم الحسم العسكري ولا يضع بحسابه حجم التضحيات وشكل المعركة ونتائجها. فالمعركة مع الإرهاب لا رهان عليها والحسم في المحصلة هو ما تفرضه شؤون المعركة، والقيادة السياسية في سورية هي أول من طرح الحل السياسي عبر الحوار الوطني منذ اليوم الأول». وكان الشرع أقر أن أياً من نظام الرئيس بشار الأسد أو معارضيه غير قادر على حسم الأمور عسكرياً في النزاع المستمر منذ 21 شهراً، داعياً إلى «تسوية تاريخية» لإنهائه. ونفى الزعبي في مؤتمر صحافي عقده في دمشق، ما تبثه قنوات إعلامية عن سيطرة المعارضة المسلحة على مساحات واسعة من سورية، وقال :»إن هذه الانتصارات الإعلامية وهمية وإنه لا نسب على الأرض مسيطرين عليها وإن الجيش السوري موجود وسيقاتل وسيلاحق الإرهاب» وأضاف إن «طبيعة عمل الإرهابيين تقوم على حرب العصابات، وهم غير قادرين على الثبات والسيطرة ولا أن يبقوا في حاجز يهاجمونه أكثر من 15 دقيقة. والانتصارات التي تتحدث عنها بعض وسائل الإعلام وهمية، والجيش موجود في كل مكان وهو سيستمر بملاحقة الإرهاب». وشدد الوزير في الوقت نفسه على ضرورة العمل السياسي لحل الأزمة مؤكداً أن «هناك فرصة مواتية جداً للانتقال في حل سياسي ورمي السلاح»، مؤكداً أن الحكومة السورية هي «أول من طرح الحل السياسي عبر الحوار الوطني». وقال الوزير «آن الأوان للبدء بعمل سياسي ورمي السلاح وهذه النصيحة موجهة لتلك الحكومات وتلك الشخصيات التي راهنت وتدخلت ودعمت وسلحت وإلى أولئك من المعارضة السورية الذين اصغوا إلى هذه الترهات وساروا بها وحاولوا تجسيدها على الأرض عبر العنف والإرهاب». وشدد الزعبي على ضرورة أن يكون «الحوار سورياً» معتبراً ذلك شأناً «لن نسمح لأحد بالتدخل فيه، القرار سيتخذه السوريون بأنفسهم». كما قال إن روسيا «لا تضغط على دمشق وعلى الحكومة ولا يوجد جهة تضغط على الحكومة على الإطلاق والقرار السياسي السوري هو قرار سيادي محض، وليس هناك أي تغيير في الموقف الروسي أو الخطاب المعلن»، قائلاً: «كل رهان على حدوث تغيير بالمعنى الذي يحلم البعض به هو أضغاث أحلام ولا يعنينا». وشدد على أن «الموقف الروسي موقف سياسي ثابت يقوم على قاعدة عنوانها أن روسيا لا تتدخل بشأن يتعلق بالسيادة السورية وهي تتعاطى مع ما يحدث في سورية على قاعدة أنها تحترم السيادة السورية ولا تتدخل في التفاصيل وفي خيارات الشعب». وتحدث عن «تصعيد إعلامي غير مسبوق» ضد سورية، مشيراً إلى أن «المشهد الوطني بأجمله يشهد حراكاً سياسياً جدياً بين كل القوى الوطنية السياسية بغض النظر عن موقفها بما فيها المعارضة»، وأمل ب «أن يكون حراكاً إيجابياً مثمراً لمصلحة الوطن والدولة السورية» وأضاف:» نحن متفائلون بأن سورية الوطن والدولة والشعب ذاهبة إلى تجاوز الأزمة والانتصار على العدوان الخارجي عليها». وقال الزعبي إن «الجيش العربي السوري ليس طرفاً في المواجهة بل هو الوطن والناس ويتصرف على هذا الأساس، وللإرهاب شكل واحد وليس هناك إرهاب إيجابي وسلبي وإرهاب مقبول ومرفوض ومن يرتكب عملاً إرهابياً فهو إرهابي بصرف النظر عن جنسيته وانتمائه». وأضاف الزعبي أن رفض التدخل العسكري الخارجي هو الحد الأدنى من الوطنية أما الحد الأعلى فهم الشهداء الذين يضحون بدمهم.. والوطنية تتطلب رفض الإملاءات من الخارج والتدخل بكل أشكاله. ونفى أن تكون بلاده تقوم بتسليح «حزب العمال الكردستاني» وقال «لا نسمح لأي أحد بأن يقوم بعمل عدائي ضد أي دولة أخرى عبر حدودها ومن لديه وثائق وأدلة فليقدمها أما التهويل الإعلامي فانتهى عصره ونحن لدينا وثائق وأدلة على التدخل التركي في سورية». كما أكد الزعبي أن الجيش النظامي لم يتدخل عسكرياً في الأحداث الدموية التي شهدها الأسبوع الماضي مخيم اليرموك، مشدداً على ضرورة عدم زج المخيمات الفلسطينية في الأزمة السورية. وقال إن «الجيش السوري لم يتدخل في مسألة المخيم عسكرياً على الإطلاق، لا براً ولا جواً، والمسألة تمت بالتوافق وبالاتفاق مع اللجان الشعبية الفلسطينية والإخوة في المخيم وانسحبوا عندما أدركوا أن الجيش لن يتدخل». وأضاف «هم كانوا ينتظرون أن يتدخل الجيش لكن الجيش لم يتدخل».