كتاب جديد للكاتب والناشط السياسي اللبناني فايز قزي عنوانه «حزب الله: أقنعة لبنانية لولاية إيرانية - دراسة وثائقية» صدر عن دار «رياض الريس للكتب والنشر» . يقدم قزي في كتابه قراءة نقدية لمبادئ «حزب الله» المثبتة في الوثيقة السياسية الأخيرة الصادرة عن الحزب في 20/11/2009، وللمؤتمر التأسيسي للحزب في الثمانينات من القرن الماضي وكتاب الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام للحزب الذي بات لاعباً محورياً في الحياة السياسية اللبنانية خلال السنوات الأخيرة. يقع الكتاب في 250 صفحة من القطع الوسط، وينطلق مؤلفه من الوثائق ليثبت ان «حزب الله» عقائدي ثابت على مواقفه العقيدية التي لا تتغير. وهي عقائد أساسها الاثنا عشرية الشيعية، التي على أساسها قام الدستور الإيراني ما بعد ثورة الخميني عام 1979. يسأل المؤلف في مقدمة الكتاب: «لماذا أتكبد عناء أو مشقة «التحرش» بحزب الله الذي تتودد إليه شعوب وحكومات ومنظمات وشخصيات عربية وغربية، وأنا لست ملتزماً بحزب أو تنظيم معين، ولست بكاتب سياسي محترف ولا أحترف الكتابة والتاريخ؟». ويقارن قزي بين النصوص «الرسمية» للحزب وبين ممارساته السياسية، فيخلص الى نتيجة مفادها ان اللبناني لم يصدق ان الحرب اللبنانية التي بدأت في سبعينات القرن الماضي انتهت، وأن إسرائيل انسحبت حتى شهد لبنان غزوة إيرانية بعد ثورة الخميني عن طريق «حزب الله» بأقنعة عروبية – سياسية - مذهبية متعددة الأذرع والذرائع. ويرى المؤلف أن أفواج الحرس الثوري الإيراني تسللت إلى لبنان عام 1982، في تشكيلة عسكرية سرية اسمها «حزب الله»، لتشيع أفواجاً منه إلى الولي الفقيه ورأيه ومشورته وقراره وإمرته وولائه وطاعته مستغلة الأقنعة اللبنانية والقومية والإسلامية لتحجب كلياً الوجه القانوني والدستوري لقوات الاحتلال العسكرية التابعة للجمهورية الإيرانية. ويقول الكاتب إن «حزب الله» يعيش تناقضاً صارخاً، «فمشروعه الأساسي بمقاومة إسرائيل يتعرض للتجاذبات الإقليمية بين إيران وإسرائيل وبين إيران والأنظمة العربية، وهو في مطلق الأحوال «يتبع» النبض الإيراني وأوامره كلياً، فيتحول مشروع المقاومة الإسلامية نحو مشاريع أخرى داخلية أو إقليمية وربما أبعد». ويرى قزي أن مهمة كتابه تكمن في «المساهمة النقدية بكشف الأقنعة، ومساعدة القارئ على اكتشاف الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال العسكري الأخير، والخروج من هذا الخريف إلى حركة تصحيحية غايتها حماية الإنسان المشرقي بخاصة من استمرار استغلال الدعوات الدينية». ثم يدعو أعضاء «حزب الله» وأنصاره وحلفاءه الى مراجعة ذاتية والى «تجربة السلم والسلام» ووقف منطق «التبرع بالدم ولو شهادة»، سعياً الى نظام مدني ديموقراطي في لبنان يعيش فيه الإنسان بسلام. يجمع الكتاب بين التوثيق والتأريخ والتحليل السياسي المعمق والمبني على الوثائق والمراجع الملموسة، ولعل هذا ما يؤكد طابعه الموضوعي المشوب بالدقة والمقارنة والاستخلاص، وكذلك جرأته في التطرق الى قضية يتحاشى الكثيرون طرحها للنقاش الحقيقي والسليم. وكان صدر للمؤلف كتابان: «قراءة سياسية لحزب الله» و «من ميشيل عفلق الى ميشال عون - تجارب في علاقة مستحيلة» وكلاهما عن دار الريس.