مرر لاعب باريس سان جرمان الأرجنتيني خافيير باستوري رسائل عدة مبطنة أخيراً عبر «تويتر»، وفي مقابلة مع مجلة إيطالية. فقد أكد «إلكترونياً» أنه سعيد أن يكون في نادٍ كبير مثل باريس سان جرمان ذي شعبية الكبيرة وضمن تشكيلة زاخرة بالنجوم يقودها جهاز فني على رأسه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، معلناً أن الانتقادات الصحافية لن تنال من عزيمته أو تعكر تركيزه، ومن دون أن ينفي أو يجزم ما نقلته أسبوعية «تشي» الإيطالية قبل أيام عن عزم «الفلاكو» أن يصبح «كاليميرو»، أي أن ينتقل إلى صفوف (أ). سي ميلان، علماً بأن أسباباً مالية حالت من دون هذه الرغبة الدفينة قبل أن يفوز به سان جرمان. وأوردت «تشي» أن «الفهد الزهري» أفضى برغبته هذه مجدداً: «لأن بعض الأمور لا تسير في باريس على خير ما يرام». وطبعاً لن «يصادق» باستوري (23 سنة) على مضمون حديثه الصحافي، لكن ايقاعاته الميدانية منذ قدومه إلى النادي الباريسي لم تسرّ الإدارة على ما يبدو وعلى رأسها البرازيلي ليوناردو الذي كبد المستثمرين القطريين 42 مليون يورو لضمه من باليرمو في صيف 2011، وهو رقم قياسي في حينه. وكان التوظيف الجديد لباستوري خدم مساعي سان جرمان لتحقيق انتصارات أخيراً في الدوري الفرنسي. فقد عمد أنشيلوتي إلى زج لاعبه (13 مباراة دولية مع منتخب الأرجنتين) في مركز الجناح الأيمن بدلاً من خط الوسط، فقدم الأخير عرضين جيدين وقاد فريقه إلى الفوز 2-1 على بورتو البرتغالي في دوري أبطال أوروبا، والتغلب بأربعة أهداف من دون رد على ايفيان في الدوري المحلي. وأبلغ أنشيلوتي الصحافيين بعدما هيأ باستوري أول هدفين لزملائه في مرمى ايفيان «تتطور الأمور في شكل إيجابي معه»، في إشارة إلى المستوى الرائع الذي يقدمه اللاعب بعد عروض مخيبة، وأشار المدرب إلى تغير سلوك الأرجنتيني، إذ «بدأ يعمل من أجل الفريق، يدافع جيداً وتتكفل مهاراته بالبقية». لكن مراقبين ينظرون إلى تصريحات باستوري على أنها من نوع «الغزل» لمالك ميلان رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلوسكوني، لا سيما ان مجلة «تشي» تعود إلى المجموعة الإعلامية الضخمة التي يملكها «الكافالييري» أيضاً. ومما أوردته المجلة قول باستوري أن مواطنيه «مدافع انتر ميلان خافيير زانيتي ولاعب وسطه استيبان كامبياسو طلبا مني الانضمام اليهما، لكني أحب ميلان كثيراً، حتى أن لوني سياراتي هما الأحمر والأسود (لونا ميلان)». وأضاف: «سألعب في ميلان عاجلاً أم آجلاً، أنا متأكد من ذلك، إنه فريق رائع». واستدرك: «بالطبع أحب أن أحصد ألقاباً في باريس ثم انتقل إلى هناك، علاقاتي ممتازة مع نائب رئيس النادي أدريانو غالياني والمدير الرياضي أرييدو براييدا. كلما عدت إلى إيطاليا أسعى للقائهما وتناول الطعام معهما، ونبحث في وضعي الفني». ترى هل هو الحنين الذي يشد باستوري إلى إيطاليا و«ينازع» مشاعره على رغم الثقة التي لا يزال سان جرمان يوليها له (يمتد عقده حتى عام 2016)؟ لا سيما أن اللاعب الأرجنتيني أكد مرات اشتياقه إلى إيطاليا وملاعبها، وانتقد قساوة الصحافة الفرنسية مع «اللاعبين الأجانب وتحميلهم مسؤولية الأخطاء كلها». وهو أدرك منذ اليوم الأول أنه من الصعب جداً التأقلم مع العقلية الفرنسية «الجمهور الفرنسي بارد عموماً على عكس إيطاليا إذ يمنحك الناس الحب ويحيطونك بالدفء». بعد عام ونصف العام أمضاها باستوري في باريس، لم يحسن بعد التحدث باللغة الفرنسية، ولم يعبر يوماً عن سعادة مفرطة بوجوده هناك، وفضّل المأكولات التي تعدها له والدته وترسلها اليه. وقبل عام باح إلى مجلة «سو فوت» الشهرية: «لا تستطيع أن تلعب مرفوع الرأس في فرنسا!». على أي حال ربما تكون رغبة العودة إلى إيطاليا قابلة للتحقيق، من خلال مبادلة مع لاعب من ال«روسونيرو»، وعلى غرار انتقال السويدي زلاتان ابرهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا مطلع الموسم الحالي، لكن «بيع» باستوري بأقل من سعر «شرائه» قد يكون مؤشراً سيئاً من النادي الباريسي إلى السوق الأوروبية.