يستمر في لبنان تصوير المسلسل السوري «نيران صديقة» الذي يدور حول قريتين حدودتين سورية ولبنانية في إطار كوميدي يجسد العلاقة التاريخية بين البلدين، فضلاً عن تناول الأزمة السورية الآن بطريقة مراوغة. وبرر كاتب السيناريو حازم سليمان أسباب اختيار هذه الصيغة في مقاربة الأزمة قائلاً: «في الفترة الماضية كنت أمام أكثر من خيار لكتابة عمل عن الأزمة الراهنة، لكنني وجدت، وقد اكون مخطئاً في تحليلي، أن إعادة إنتاج الواقع الذي نراه على الهواء مباشرة وصار متوفراً بواقعية مخيفة عبر آلاف المقاطع على اليوتيوب، لن يكون خياراً صائباً». وتساءل الكاتب: «بمعنى آخر، ما الجدوى من إعادة تمثيل الموت ونحن نراه أمامنا، أو ما الجدوى من إعادة تجسيد الكارثة وهي في متناول اليد؟». وزاد سليمان في تصريح: «فكرت في الكوميديا السوداء، والرمز، ليس هرباً وخوفاً من تسمية الأشياء، بل بحثا عن شكل فني يمكنه استيعاب كل هذه المواجع من دون إنتاجها أو سرقتها من الواقع بطريقة مباشرة». وأضاف: «العمل فيه جردة حساب مع واقع طويل الأمد، ربما نرى اليوم نتائجه، من خلال قصة لقريتين حدوديتين يتحكم بمصيرهما مخاتير وتجار يقودون الواقع نحو ما نراه اليوم». وأكد أن «العمل بسيط، وإسقاطاته واضحة وغير متوارية، لكنّ الشكل الفني هو المختلف فقط، وهنا يكمن الرهان، إذ لا أجد أن الحديث عن الفساد في شكله الذي بات مفضوحاً ومباشراً هو بطولة وإنجاز. «نيران صديقة» يحاول أن يقول كيف يمكننا أن ندمر أنفسنا ومَن حولنا». وهل كانت لشخصيات المسلسل مرجعيات واقعية؟ أجاب الكاتب أنها «واقعية مراوغة». أما مصمم الملابس حكمت داوود، فاعتبر المسلسل سياسياً بامتياز وقال: «شخصيات العمل تشير إلى شخصيات واقعية معينة، وعبر الأزياء قدمت إشارات وإيحاءات لو فكر فيها المشاهد قليلا سيحزر من تكون». وذكر المخرج أسامة الحمد إن «المسلسل يلامس حالات اجتماعية من المجتمعين اللبناني والسوري، يمكن أن نجدها بين أي قريتين حدوديتين». وأكد أن «لا علاقة لها بهذا الحراك (في سورية) ولم تدخل في تفاصيله، إلا في بعض الحالات». وعن الشخصيات التي يقدمها العمل قال المخرج: «لنقل إن نغمة المسؤولين موجودة». أحد العاملين في المسلسل فضل عدم ذكر اسمه، أوضح أنه «يصوّر ضيعة سورية اسمها أم النار، وأخرى لبنانية تدعى أم النور، تتحدث الأولى بلهجة بلدة سرغايا، والثانية بلهجة البقاع اللبناني». وأضاف: «يتطرق المسلسل، الذي يختصر 30 عاماً، إلى محاولات القرية السورية ضم القرية اللبنانية، وإلى محاولات الاستحواذ على الحياة السياسية والاجتماعية والدينية». لكنه أكد ان «الزمن افتراضي»، رغم أنه «يلمح إلى شخصيات واقعية». ومن أبرز الممثلين في المسلسل باسم ياخور، الذي يؤدي دور مختار القرية السورية، و «لديه شريك اقتصادي مهيمن على المنطقة كلها اقتصادياً، ويغذي مجموعات دينية متطرفة». ومن الممثلين أيضاً لورا أبو أسعد وفايز قزق وأندريه سكاف ومحمد حداقي وأحمد الأحمد وفادي صبيح ومازن عباس وكفاح الخوص وجمال العلي. ومن الممثلين اللبنانيين برناديت حديب وليليان نمري وطارق تميم وفيصل أسطواني. أما دور المختار اللبناني فيجسده غابرييل يمين.