شدّد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني على أن الأولوية لدى الزعماء الخليجيين خلال القمة الخليجية ال33، التي ستعقد في البحرين بعد غد (الإثنين) ستتركز على ما فيه مصلحة المواطن الخليجي وأمنه وازدهاره، والحفاظ على استقرار وازدهار الدول الأعضاء ومد الجسور لدعم الدول الشقيقة، وأشار إلى أن القمة تنعقد في ظل أوضاع بالغة الحساسية والدقة. وكشف الزياني - في حوار أجرته معه «الحياة» في الرياض، أن مقترح انتقال دول المجلس إلى مرحلة الاتحاد لن يناقش في قمة المنامة، ولكن قادة دول المجلس سيوضعون في صورة نقاشات الاجتماعات واللجان، وكيف تسير الأمور في هذا الموضوع، موضحاً أن قرار المجلس الأعلى لدول المجلس يقتضي مناقشة هذا الموضوع في قمة خاصة تعقد في الرياض لاحقاً. (نص المقابلة) وأكد الزياني أن لا مبادرة خليجية في شأن الأزمة في سورية، معرباً عن أسفه حيال الانقسام الحاصل إزاءها في مجلس الأمن الدولي. وأعرب عن أمله بأن تكون هناك حلول واضحة حيال نقل السلطة، وتحقيق تطلعات الشعب السوري، ووقف القتل والتدمير فوراً، وأن تعيد روسيا النظر في موقفها في ما يخص الأزمة السورية. وعند سؤاله عن القضايا والملفات التي ستتم مناقشتها على جدول أعمال القمة، أوضح أنه سيتم تداول القضايا المهمة والمستمرة، كقضية الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران، والملف النووي الإيراني، ودعم دول المجلس لليمن، إضافة إلى القضايا المستجدة. ورفض أي تحليلات تشير إلى مواقف خليجية من التعامل مع جماعة «الإخوان» المسلمين بقوله: «ليس لدينا موقف ضد أية قيادة موجودة في أية دولة، طالما الشعب اختارها ورضيها، باعتباره شأناً داخلياً». ونفى أي تفاوت في المواقف الخليجية حيال العلاقة مع مصر وقال: «لا تفاوت في مواقفنا. موقفنا واحد، ونحن ندعم مصر في الوصول إلى استقرارها وازدهارها وأمنها. فمصر بالنسبة إلينا شقيق وأخ نتمنى له كل الخير. ونتطلع إلى أن تقوم بدورها العربي الذي تعودنا عليه». واعتبر ما يجري في بعض الدول الخليجية من مواجهات بين الحكومة والمعارضة شأناً داخلياً، معبراً عن فخره بطريقة المعالجة التي تعاملت بها القيادة والحكومة في تلك الدول للخروج من الأزمات الداخلية بأقل الخسائر، واعتبرتها فرصة للارتقاء بالعمل والتطور. ووصف الزياني وجود قوات «درع الجزيرة» في البحرين بأنه «طبيعي»، لأن اتفاق الدفاع المشترك بين دول المجلس ينص على أن أي تهديد يطاول أي عضو من الأعضاء يعد تهديداً وخطراً واعتداء على الجميع، وأن وجود قوة «درع الجزيرة» في مهمة واجب يهدف لحماية المواقع الاستراتيجية والحيوية في البحرين فقط. وقلّل من شأن الآراء التي تصف مسيرة المجلس بالبطء، لافتاً إلى أن مسيرة دول المجلس ليست طويلة في عمر الشعوب، وأن البلدان الخليجية تمتلك عناصر النجاح والقوة. واستغرب من ينظر في مسيرة المجلس من خلال الجزء الفارغ من الكأس، وليس الجزء الممتلئ منه. وحول المفاعل النووي الإيراني، ومحاولة طهران عقد صفقة مع الغرب، أوضح أن المفاعل النووي الإيراني، قضية دولية ومجلس الأمن هو الذي يعمل عليها، وأن دول الخليج تؤمن بضرورة حل الملف بالطرق الديبلوماسية والسلمية.