عاشت الجماهير الرياضية أمس (الخميس) لحظات ترقب مثيرة، وهي تتابع فعاليات الجمعية العمومية غير العادية لانتخاب أول رئيس للاتحاد السعودي لكرة القدم لأربع سنوات، وتابع الشارع الرياضي بشغف أحداث الانتخابات لحظة بلحظة، ولأربع ساعات متواصلة بدأت عند الواحدة ظهراً واستمرت حتى إعلان فوز أحمد عيد برئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم عند الخامسة مساءً، مع نهاية الجولة الثانية من الانتخابات وفرز الأصوات التي حسمت المنصب لمصلحة عيد ب 32 صوتاً، في مقابل 30 صوتاً، عقب منافسة حامية بين المرشحين وأجواء مميزة من المنظمين وإجراءات لاقت رضا الجماهير والإعلام وقبل ذلك رضا قطبي السباق. الشارع الرياضي انقسم أمس بين المرشحين، فحظي أحمد عيد بدعم كبير من الجماهير الرياضية التي أيدت برنامجه الانتخابي المعنون ب «خبرة تستهدف المستقبل»، وعلى النهج ذاته سارت أمور المرشح الثاني خالد المعمر فوجد دعماً لا يقل عن منافسه إثر الإعجاب بحملته الانتخابية التي اتخذت من «التطوير طريقنا إلى المجد» شعاراً لها، لذا احتدت المنافسة وسط أعصاب مشدودة بين المؤيدين لكل طرف، في ظل التقارب الكبير بين الأصوات لحظة إعلان النتائج، وهو ما أضفى على الانتخابات مزيداً من الحماسة حتى اللحظات الأخيرة إذ لم يتحدد الفائز إلا مع الإعلان النهائي لنتيجة التصويت. بالأمس كان واضحاً أن الرياضة السعودية انتقلت إلى مرحلة جديدة تلونها الحرية، إذ باتت ثقافة الانتخاب جزءاً بارزاً من ثقافة هذا المجتمع الذي انتظر هذه المرحلة سنوات طويلة، حتى تجلت في صورة حية لأعضاء الجمعية العمومية، وهم يتوافدون على صندوق الاقتراع للإدلاء بأسماء مرشحيهم، لتزف المحصلة النهائية أحمد عيد رئيساً للاتحاد السعودي لأربعة سنوات مقبلة، الصورة الأكثر تميزاً تجلت في عناق طرفي السباق المعمر وعيد الذي عكس بجلاء روح المنافسة الشريفة التي يفترض أن تنطلق منها الرياضة.