سيقل اعتماد السعودية على استيراد الوقود بداية من العام المقبل، بدعم من زيادة كبيرة في طاقة إنتاجها من وقود الديزل الأقل تلويثاً للبيئة، ما سيضطر موردي الوقود الحاليين إلى إيجاد مشترين جدد في سوق آسيوية متخمة بالإمدادات. وتم تصميم غالبية المصافي الجديدة ومشاريع التطوير في الشرق الأوسط لإنتاج وقود الديزل بنسب كبريت شديدة الانخفاض تفي بالمعايير البيئية الأوروبية، لذا يمكن تصدير بعض إنتاجها إلى أوروبا أو آسيا. ومن المرجح أن تتيح طاقة الإنتاج الإضافية للسعودية أن تقلص وارداتها من وقود الديزل وقد تصبح مصدراً صافياً في الشتاء حينما تتراجع حاجاتها من الوقود. وسيقوم المشروع المشترك لأرامكو السعودية مع توتال الفرنسية في الجبيل بتكرير الخام الثقيل السعودي لإنتاج أنواع من الوقود مثل زيت الغاز الذي يشمل وقود الديزل والبنزين والكوك البترولي للاستهلاك المحلي والتصدير. والمشروع هو الأول من ثلاث مصافٍ طاقة الواحدة 400 ألف برميل يومياً من المقرر افتتاحها خلال السنوات الخمس المقبلة. وقال المستشار لدى «إف.جي.إي انرجي» روبرت سميث: «كانت السعودية مستورداً صافياً لزيت الغاز لسنوات عدة لكن مع بدء تشغيل مصفاة الجبيل في 2013 فمن المنتظر أن يتغير هذا الاتجاه بنهاية العام إن لم يكن قبل ذلك». وأظهرت بيانات رسمية سعودية أن المملكة استوردت 243 ألف برميل يومياً في المتوسط من زيت الغاز (وقود الديزل) في تموز (يوليو) من هذا العام، حين يبلغ الطلب ذروته مقارنة بمستوى قياسي مرتفع بلغ 290 ألف برميل يومياً في يوليو 2011. وتأتي معظم واردات السعودية من الوقود من منتجين آخرين بالخليج أو موردين من الهند وسنغافورة. وسيضاعف تدشين المصافي الثلاث طاقة السعودية لإنتاج وقود الديزل إلى المثلين تقريباً، ما سيساعدها على أن تصبح مصدراً صافياً في الشهور التي تنخفض فيها درجات الحرارة. ويقول محللون: «إن المملكة لن تستغني تماماً عن استيراد وقود الديزل نتيجة الطلب المتنامي ولأن الديزل عالي الجودة الذي ستنتجه المصافي لن يستخدم في محطات الكهرباء». ويشير تجار إلى أنه سيتعين على المصافي الآسيوية على رغم ذلك إيجاد مشترين آخرين للوقود الذي كانوا يبيعونه للسعودية بكميات متزايدة خلال السنوات الخمس الماضية. وقال تاجر في سنغافورة: «النمط التجاري ككل سيتغير في شكل جذري خلال سنوات قليلة فور بدء تشغيل الطاقة التكريرية الجديدة بالكامل». ويشير تجار إلى أن شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) وهي المشروع المشترك الذي يملك مصفاة الجبيل سيطرح أيضاً وقود الديزل منخفض الكبريت للتصدير بحلول الربع الثاني من العام المقبل. وذكر مصدر بالهند أن الهند قد تحول بعضاً من إنتاجها إلى شرق أفريقيا مع ارتفاع الطلب من تلك المنطقة التي لا توجد بها أية مصافٍ. وأوضح العضو المنتدب لاستشارات قطاع المصب في آي.اتش.اس بسنغافورة فيكتور شوم، أنه على المدى القريب قد يتم شحن بعض الإنتاج الفائض من دول الشرق الأوسط إلى السوق التجارية بسنغافورة لتلبية طلب متنامٍ من أستراليا وتعويض انخفاض الصادرات اليابانية. وتستورد أستراليا مزيداً من وقود الديزل بعدما أغلقت معامل تكرير قديمة في حين من المرجح أن تقلص اليابان صادراتها من وقود الديزل بدءاً من العام المقبل.