دعا المفتي العام للجمهورية السورية احمد بدر الدين حسون معارضي نظام الرئيس بشار الأسد إلى السعي لتغيير النظام بالحوار وليس بالقوة، بحسب ما جاء في محاضرة ألقاها في دمشق ونشرت امس. وقال حسون في المحاضرة التي ألقاها في «مكتبة الأسد الوطنية» وأوردت نصها وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) «إن الذين يدعون انهم معارضة خارجية سيجبرون في النهاية على الجلوس إلى طاولة الحوار»، داعياً هؤلاء «للمبادرة إلى ذلك قبل أن يجبروا عليه»، وكل من يحملون السلاح إلى «التوقف عن ممارساتهم ... لأن تغيير النظام لا يكون بالقوة بل بالحوار». ودعا المفتي الذي يعد مقرباً من الرئيس السوري بشار الأسد، أطياف المعارضة للعودة إلى البلاد «والاحتكام إلى الشعب في المطالب التي يريدون تحقيقها وعدم اللجوء إلى طلب المساعدة من دول عرفت بعدائها التاريخي للمنطقة وتآمرها عليها». وأبدى استغرابه «من كل من حمل السلاح بوجه الدولة ومؤسساتها وإخوته في الوطن حيث بات من الملح والضروري إسقاط هذا الخيار والعودة عنه عبر انتهاج طريق الحوار وإعادة بناء سورية وتأهيل ما دمر». وأشارت «سانا» إلى أن المحاضرة أتت في سياق فعالية «لعيونك يا شهبا» في إشارة إلى حلب كبرى مدن شمال سورية، وتهدف إلى تأمين المتطلبات الأساسية واليومية لأهالي هذه المدينة التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من أربعة اشهر، عبر إيصال ونقل هذه المواد من مختلف المحافظات إليها. وكان وفد وزاري برئاسة رئيس الحكومة السوري وائل الحلقي زار حلب الاثنين للاطلاع على الصعوبات التي تواجهها، معلناً تخصيص الحكومة أموالاً «للمساهمة في الموازنة المستقلة لمحافظة حلب وتأمين مساعدات أسبوعية بواسطة الطائرات». وربما تفهم تصريحات المفتي على أنها اعتقاد متزايد من قبل النظام السوري انه لا يستطيع الاستمرار في الحكم. وكان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع دعا في حديث مع صحيفة «الأخبار» اللبنانية القريبة من سورية وإيران نشر الاثنين، إلى «تسوية تاريخية» لأن أياً من طرفي النزاع غير قادر على حسم النزاع عسكرياً. وقال الشرع الذي يتولى منصبه منذ العام 2006 «ليس في إمكان كل المعارضات حسم المعركة عسكرياً، كما أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسماً».