قرر الطاهي الفرنسي المعروف آلان دوكاس إلغاء اللحوم من قائمة الطعام التي يقدّمها في المطعم التابع لفندق "بلازا أتينيه" الفخم، ليركّز بالتالي على تقديم أشهى الأطباق النباتية لرواد مطعمه. وقال آلان دوكاس لوكالة "فرانس برس" إن "موارد الكوكب نادرة، يجب استهلاكها في شكل أكثر اخلاقية وتوازناً". وهذا الطاهي الذي تتداول وسائل الاعلام بكثرة أخباره، والمعروف عنه دعوته منذ زمن طويل إلى التخفيف من استهلاك البروتينات الحيوانية، بات يركز على أهمية الإعتماد على مصادر الغذاء التي تراعي الطبيعة، ما يعكس التحول الجذري الذي اتخذه فندق "بلازا أتينيه" بتوجهه الجديد. وبالتالي انتهى زمن اللحوم، وحان وقت قوائم الطعام القائمة على منتجات الصيد المستدامة والحبوب العضوية "قدر الإمكان" والخضار المقطوفة من "حديقة الملكة" في قصر فرساي الشهير قرب باريس. ويعوّل الطاهي الفرنسي على المذاق الطبيعي الفريد للحبوب التي تضاف اليها نكهات بحرية، مثل الرز الأسود المطبوخ بالفرن مع المحار وأسماك الحبار والأخطبوط وطبق البرغل مع الطاجن والكينوا وغيرها من المنتجات النباتية. إلاّ ان قائمة الطعام لا تزال عند التسعيرة الباهظة نفسها أي 380 يورو (نحو 500 دولار) بما لا يشمل المشروبات. وأكّد دوكاس أنه "كلّما كان المنتج متواضعاً، كلّما تطلّب إيلاءه اهتماماً أكبر". ومن باب الحرص على الأصالة والإندماج الكامل مع الطبيعة، استغنى المطعم عن مفارش المائدة وبات يستخدم أخشاب السنديان والجلد على الطاولات وتحتها. وشدد دوكاس على أنه سعى في قائمة الطعام الجديدة إلى تقديم أطعمة أقل دسماً، مشيراً إلى أن "هوسه هو تخفيف السكر". حتى ان هذا التوجه يظهر في اختيارات الطاهي المتخصص في الحلويات مايكل بارتوشيتي. فمن بين الأطباق التي يقدّمها ثمة طبق مميز يجمع بين قشر الملبس واللوز الطازج ونوع من المربيات والأعشاب البحرية، إلاّ ان هذه الخلطة الغريبة قد تشتت الرواد بطعمها القوي بحموضته ومرارته. في ما خصّ الحلويات بالشوكولا يقول دوكاس: "يطلبون منا طبق الكريم بالكاراميل مع الشوكولا. لا لن نقبل بذلك وإلاّ نكون قد دخلنا في العولمة. أي أن الجميع يأكلون المستويات نفسها من الدسم والسكر". إلاّ أن هذا التعديل الجذري في محتوى الأطباق المقدمة لا يغيّر شيئاً من الفخامة التي يتميز بها فندق "بلازا أتينيه"، إذ يتم الترحيب بالرواد عبر تقديم عصير بالأعشاب مقدّم داخل كأس من الكريستال. ونفى آلان دوكاس أن يكون هذا الأمر نوعاً من الإبهار المفرط، مؤكّداًً "اننا لسنا هنا للقيام بالأمور البسيطة، إذ إن مشكلة البساطة هي في التبسيط". وبعد إقفاله في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بداعي الترميم، أعاد فندق "بلازا أتينيه" العريق فتح أبوابه جزئياً في الأول من آب (أغسطس) الماضي، ثم أعيد افتتاحه بالكامل قبل أيام قليلة بعد تأخير في الأعمال. وعند إقفال الفندق، كان المطعم التابع له يحظى بتصنيف ثلاثة نجوم ضمن "دليل ميشلان" للتميّز في المطاعم، وبات يتعيّن عليه استعادة هذا التصنيف الممتاز في النسخة المقبلة من هذا التصنيف المرتقبة مطلع 2015.