أعلن الجمهوريون في الكونغرس الأميركي أنهم سيلجأون إلى «الخطة باء» لتجنب الهاوية المالية التي تهدد البلاد في غضون 14 يوماً، بتقديم اقتراح قانون يتضمن مطالبهم في شأن الضرائب والإنفاق، للضغط على الرئيس باراك أوباما الذي سارع إلى رفض هذه الخطة. وقبل 14 يوماً فقط من وقوع الولاياتالمتحدة في «الهاوية المالية»، وهو مصطلح يعني زيادة الضرائب وخفض النفقات العامة في حال لم يتوصل الكونغرس والبيت الأبيض إلى اتفاق في هذا الشأن، أعلن رئيس مجلس النواب جون باينر أمام كتلته الجمهورية، أنه سيتقدم في شكل أحادي الجانب باقتراح قانون يرفع الضرائب اعتباراً من مطلع العام المقبل، على أصحاب المداخيل السنوية التي تبلغ مليون دولار وما فوق. ويمثل هذا الطرح تنازلاً من جانب الجمهوريين الذين كانوا يرفضون زيادة الضرائب على جميع الأميركيين، في حين أن الرئيس أوباما يطالب بأن تشمل أصحاب المداخيل التي تبلغ سنوياً 400 ألف دولار وما فوق، في تنازل أيضاً من قبله، إذ كان يطالب في البدء بزيادتها على المداخيل البالغة 250 ألف دولار سنوياً وما فوق. وسارع البيت الأبيض إلى رفض «الخطة باء»، مؤكداً أن لا فرصة على الإطلاق لإقرارها في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون. وقال الناطق باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني في بيان، إن أوباما «ليس مستعداً للموافقة على اتفاق لا يفرض ما يكفي من الضرائب على الأكثر ثراء، وعلى العكس من ذلك يلقي العبء على كاهل الطبقة المتوسطة وكبار السن». وقال باينر خلال الاجتماع الأسبوعي لكتلته البرلمانية «البيت الأبيض لا يبدو مستعداً للقبول بمقاربة متوازنة والوقت يمر»، مضيفاً «على رغم أننا ننتقل إلى الخطة باء فنحن نترك الباب مفتوحاً أمام أي خيار أفضل. الخطة باء لم تدعَ كذلك من باب الصدفة، إنها حل أقل من مثالي. لطالما اعتقدت أن بإمكاننا أن نقوم بما هو أفضل من هذا». إلى ذلك، أعرب عدد أكبر من الأميركيين عن اعتقادهم بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما يقوم بعمل أفضل من قادة في الكونغرس، لتفادي السقوط في «الهاوية المالية». وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز «غالوب» وصحيفة «يو إس آي توداي» الأميركية، أن 48 في المئة من الأميركيين يؤيدون كيفية تعاطي أوباما مع «الهاوية»، في مقابل 52 في المئة يؤيدون أداءه عموماً. وتبين أن 41 في المئة من الجمهوريين و40 في المئة من المستقلين يؤيدون أداء رئيس مجلس النواب في هذا المجال. فيما عبر 39 في المئة من الديموقراطيين عن تأييدهم لما يبذله زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد لتفادي السقوط في المنحدر المالي. وأجري الاستطلاع عبر الهاتف وشمل 1022 راشداً، ويبلغ هامش الخطأ فيه 4 في المئة. يذكر أن على الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب، والديموقراطيين الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ، والرئيس أوباما، أن يتوصلوا إلى خطة لخفض العجز لتفادي التفعيل التلقائي لاقتطاعات في الموازنة وزيادات في الضرائب بغية خفض العجز في الموازنة العامة، ما يهدد بتقويض الانتعاش الاقتصادي. «فيتش» تحذر واشنطن لندن - رويترز - حذرت مؤسسة «فيتش» للتصنيف الائتماني أمس من تنامي احتمال فقد الولاياتالمتحدة تصنيفها الممتاز (AAA) إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام يحول دون خفض الإنفاق وزيادة الضرائب بما قيمته 600 بليون دولار. وأفادت «فيتش» في توقعاتها العالمية لعام 2013 والتي نشرت أمس بأن «الإخفاق في تفادي الهاوية الاقتصادية... سيؤدي إلى تفاقم عدم اليقين إزاء السياسة النقدية بدلاً من أن يقلصه ويسقط أميركا في براثن ركود يمكن تفاديه وسيكون بلا داع». وتابعت: «قد يقوض ذلك توقعات النمو والاستقرار المالي في المدى المتوسط. وفي ظل هذا التصور ثمة احتمال متنام أن تفقد الولاياتالمتحدة تصنيفها (AAA)».