كررت طهران امس، رفضها الاستجابة لمطالب الغرب، تجميد تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وحضت القوى الكبرى على إبرام «صفقة» معها، لتستخدم «مصالحها» في المنطقة، فيما رصدت إسرائيل «استعدادات عسكرية» أميركية لكبح البرنامج النووي الإيراني. وأشار رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية فريدون عباسي دواني إلى أن «التخصيب بنسبة 20 في المئة حق مشروع لشعبنا، للحصول على وقود نووي واستخدامه في مفاعل طهران» للبحوث الطبية، مضيفاً ان «إيران تدافع بقوة عن حقها في التخصيب، ولن تتنازل عنه بسبب مطالب آخرين. ستنتج ايران يورانيوم مخصباً بنسبة 20 في المئة، لتلبية حاجاتها وللمدة التي تحتاج اليها». وزاد: «هذا الملف ليس موضوعاً يوافق عليه الغربيون أو يعارضونه، أو يكون لديهم موقف تجاهه». وعلّق ناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون على كلام عباسي دواني، قائلاً: «على ايران أن تعالج القلق الرئيسي والفوري، وهو التخصيب بنسبة 20 في المئة، من خلال اتخاذ خطوة مبدئية شاملة لبناء الثقة في هذا المجال، ما يتيح متسعاً لمزيد من الديبلوماسية والمفاوضات». وتطرّق وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى دعوات مسؤولين أميركيين طهران إلى حوار مع واشنطن، قائلاً: «لم نشهد أي تغيير في السياسات العدائية لواشنطن ضد الشعب الإيراني، وأثبتت التجارب السابقة عدم إمكان التعويل على تصريحات المسؤولين الأميركيين». واعتبر أن «نيات الولاياتالمتحدة مشبوهة، ولا يمكن الوثوق بها»، مشدداً على أن «الشعب الإيراني لن يركع لممارساتها». إلى ذلك، أكد الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري» الإيراني، أن طائرة استطلاع أميركية من طراز «سكان إيغل» أعلنت طهران «اصطيادها» أخيراً، هي «متخلّفة كثيراً عن الطائرات من دون طيار التي نصنعها، والتي تغطي مساحة أكثر اتساعاً ولا يكشفها الرادار». وأضاف: «إذا هدد العدو مصالحنا الحيوية، سنكون قادرين على تهديد مصالحه الحيوية بالقوة ذاتها وأكثر، وشهد العدو هذه القدرة في حروب استخباراتية واقتصادية» ضد ايران. أما الجنرال يحيي رحيم صفوي، مستشار الشؤون العسكرية لدى مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي، فاعتبر أن لبلاده «الكلمة الأولى والأخيرة في المنطقة، خلال السنوات الخمسين المقبلة، بسبب موقعها الأكثر استراتيجية في العالم. وسيتعيّن على القوى الإقليمية والدولية الكبرى أن تبرم صفقة مع ايران، لتستخدم مصالحها في الخليج ومضيق هرمز». وشدد على أن «إيران عامل رئيسي في المنطقة، وتملك الكلمة الأولى والأخيرة عن آخرين في المنطقة». في المقابل، أعلن موشيه يعلون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن واشنطن «جددت» جهودها لتسوية الملف النووي الإيراني، بعد انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأشار إلى اتصالات بين ايران والدول الست المعنية بهذا الملف (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، لإجراء محادثات جديدة وإبقاء العقوبات. وتحدث عن «استعدادات، أميركية خصوصاً حتى الآن، لاحتمال استخدام القوة العسكرية». ورجّح تعرّض البرنامج النووي الإيراني لتخريب، قائلاً: «تحدث أعطال أحياناً، جراثيم وفيروسات وانفجارات». وأضاف: «نرصد عن كثب التطورات في هذا البرنامج، خوفاً من محاولة (الإيرانيين) تجاوز الخط الأحمر». على صعيد آخر، انتقد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران هاشمي رفسنجاني «مشوّشين» على انتخابات الرئاسة المقررة الصيف المقبل. وأضاف خلال لقائه مثقفين وطلاباً جامعيين: «أصحاب الخبرة والمحبون للثورة، يريدون نجاح النظام، ولن يسمحوا بمواصلة ذلك». إلى ذلك، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن حساباً باسم خامنئي على موقع «فايسبوك»، اجتذب حوالى 10 آلاف متابع، واكثر من 170 تعليقاً، غالبيتها بالفارسية. وقارن تعليقٌ خامنئي بقورش العظيم الذي وسّع الامبراطورية الفارسية قبل 2500 سنة، فيما سأل آخر ساخراً: «سيد خامنئي، كيف تدخل إلى هذه الصفحة؟ من خلال فيلتر؟»، وذلك في إشارة إلى حجب الموقع في ايران، واستخدام وسيط للدخول إليه. وأعلنت الخارجية الأميركية أنها ستراقب الصفحة، لافتة إلى أن واشنطن تسعى إلى معرفة مدى «الإعجاب» بها.