بعد لحظات سادها صمت وترقب، بدأ الحوار مع أبومحمد، الذي نفى وجود فرع للتنظيم في البحرين، «فهذه فرية يتم ترويجها لضرب شباب أهل التوحيد، الغيورين على دينهم، ونحن نعيش زمن الغربة، القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من النار»، لافتاً إلى أن المقصد من تحرزهم الأمني «البعد عن الشبهات، وبخاصة أن هناك وشاة وضعوا المجهر علينا، بعد أن تحولت معرفتنا بتركي البنعلي، والجلوس في مجالس العلم، تهمة تستوجب الإنكار والبراءة منها، وإلا فالشباب منكبون على تحصيلهم العملي في الجانب الشرعي والدنيوي، ويتابعون كبقية المسلمين أخبار سورية والعراق، ويبدون التعاطف مع كل من ينصر الدين»، منوهاً إلى أن «من أراد الجهاد فالباب مفتوح أمامه للذهاب، والدعوة إلى ذلك كانت منا، وحتى من نواب معروفين في البرلمان». ونفى المتحدث الثلاثيني تبنيهم «منهج الخوارج»، موضحاً أنها «مغالطة علمية، فالخوارج يكفرون بالكبيرة، ويكفرون بالعموم، ويدعون للخروج على الحاكم المسلم، وما سبق من الصفات غير موجود في شباب التوحيد بالبحرين، ومن وجد به خصلة من خروج، فإنه لا يعتبر خارجياً خالصاً كما نُرمى به»، حاصراً مشكلتهم مع الحكام العرب في «تحقيق مقاصد الإمامة، وهي إقامة الحدود، وحفظ بيضة الإسلام، وإقامة الجهاد، فمن توافرت فيه هذه الخصال استحق الإمامة»، معتبراً دعمهم دولة الخلافة نابعاً من «تحقيق هذه المقاصد، الذي يظهر لنا أنها متوافرة في البغدادي». وعن رأيهم في مشاهد قطع الرؤوس التي يروجها التنظيم في مقاطعه المرئية، قال: «من الجانب الشرعي هناك تخريج للمسألة، ولكن من باب المصلحة والمفسدة، فلا شك أن ما وقع من نشر تلك المقاطع في بداية تحرك الأخوة لنصرة المسلمين المستضعفين، كان لا بد منه، لإيقاع الخوف في قلوب الأعداء والمرجفين، ومن خلال متابعة مجريات الأمور فإن الشيء الكثير من ذلك تحقق»، مضيفاً: «بعد أن أخذت الأمور في الاستتباب في بعض المناطق، كنا نرى ضرورة عدم تصوير هذه المقاطع ونشرها»، مستدركاً: «إن الموجودين في ساحات القتال لهم مبررهم في ذلك. كما أنه ليست كل المقاطع هي أفعال الدولة، فهناك مخابرات تسعى إلى بث روح الكراهية لكل من يحمل السلاح في سورية، ويواجه الظلم». وأوضح أبومحمد أن انتشار شعار «داعش» في البحرين «لا يقف خلفه أحد، ولكن هي حماسة من بعض المتعاطفين مع الفتح الذي وقع للإخوة في الموصل، ومن ثم إعلان دولة الخلافة»، لافتاً إلى أن هناك «خلطاً يقع فيه بعض من ينظر إلى شعار الدولة، إذ إنه ختم الرسول عليه الصلاة والسلام، ووجوده على خلفيات المركبات أو على الرايات أمر محمود في أصله، وهو خير من وضع العبارات الخادشة أو الصور الماجنة»، مضيفاً: «القول أن كل من يضع ختم الرسول منضم إلى دولة الخلافة مبالغة، وبخاصة إذا ما عرف حال بعض الشباب الذي يعتريه شيء من البعد عن الدين». وأصر المتحدث على استعراض صورة يظهر فيها تركي البنعلي وبيده كتاب محاطاً بالأعلام السوداء انتشرت قبل أشهر، وذكر حينها أنها إعلان عن وجود «داعش» في البحرين، فقال: «هذه الصورة تعود إلى عام 2012، وهي اعتصام قام به غيورون أمام السفارة الأميركية، اعتراضاً على الفيلم المسيء إلى النبي عليه الصلاة والسلام. ومع ذلك لم يتحقق الإعلام من الصورة، وراح يروجها، وسط سخرية شباب التوحيد من هذا الأمر». كما استعراض أبومحمد مقطعاً مرئياً غير متداول، تتجاوز مدته ربع الساعة، ذكر أنه تم تصويره من بعض «الأخوة» لأحداث اعتصام السفارة الأميركية. ويظهر المقطع محاولات البنعلي الصعود إلى المنصة، للحديث، وسط رفض المنظمين، الذين كان بعضهم نواباً في البرلمان البحريني. وبعد شد وجذب، فضل النواب إنزال الشعارات وفك الميكروفون، والإيحاء للحضور بفض الاعتصام، ما دفع تركي للصعود والحديث مدة دقيقتين من دون مكبرات، ممسكاً بيده كتاب ابن تيمية «الصارم المسلول على شاتم الرسول». وشدد على أن «النصر لا يأتي إلا من خلال تطبيق الشريعة»، وسط صيحات التكبير وهتافات من قبيل «يا أوباما يا أوباما.. كلنا اليوم أسامة» في إشارة إلى زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن.