كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز – واصلت حركة «طالبان» أمس، محاولاتها لعرقلة الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة في 20 الشهر الجاري، فهاجم مقاتلوها مقرات حكومية في منطقة لوغار القريبة من العاصمة كابول، وقاعدة للجيش الإسباني في هيرات (غرب). تزامن ذلك مع تأكيد قائد القوات الأميركية وقوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال توسيع الحركة نفوذها الى 160 منطقة الى الشمال والغرب، خارج معاقلها التقليدية جنوب البلاد وشرقها، متوقعاً استمرار ازدياد الخسائر البشرية لشهور. ويأتي الهجوم على لوغار ضمن سلسلة الاعتداءات التي شنتها «طالبان» على مبانٍ حكومية ومراكز للشرطة في الأسابيع الأخيرة، وشمل أهمها مدينتي خوست وغارديز (شرق). واستخدم مقاتلو الحركة صواريخ وأسلحة خفيفة في هجوم لوغار، ما أسفر عن مقتل خمسة من رجال الشرطة وثلاثة مسلحين على الأقل. وأعلن ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم «طالبان»، ان ستة مسلحين يرتدون سترات ناسفة هاجموا مكتب الحاكم ومركزاً للشرطة وآخر للانتخابات في بولي علام، عاصمة ولاية لوغار، الى جنوبكابول. وتلى الهجوم اشتباك بالأسلحة استمر ساعات بين المهاجمين والقوات الأفغانية والأجنبية، فيما أفاد شهود بأن مروحية أميركية من طراز «أباتشي» حلّقت فوق موقع الهجوم وأطلقت عيارات نارية. في هيرات (غرب)، أطلقت «طالبان» ست قذائف على قاعدة للجيش الإسباني، من دون ان تتسبب في سقوط ضحايا. وفي مقابلة نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال»، أعلن الجنرال ماكريستال، ان القوات الأجنبية ستضطر الى تغيير تكتيكاتها الميدانية مجدداً، في ظل تقدم «طالبان» الى مناطق جديدة. وأوضح أنتوني كوردسمان، كبير مستشاري ماكريستال، ان «المتمردين وسّعوا دائرة نفوذهم من 30 من أصل 364 منطقة في أفغانستان العام 2003 إلى 160 منطقة نهاية العام 2008، في حين زادت هجماتهم بنسبة 60 في المئة بين تشرين الأول (أكتوبر) 2008 ونيسان (أبريل) 2009». ووصف ماكريستال «طالبان» بأنها «عدو شرس جداً»، معتبراً أن وقف ديناميكيتها «عمل شاق»، خصوصاً في ظل شنها هجمات «معقدة» تعتمد على زرع قنابل مصنعة يدوياً ونصب مجموعات صغيرة مدججة بالسلاح مكامن للجنود الأجانب. ووعد ماكريستال بإرسال تعزيزات أميركية الى ولاية قندهار لدعم القوات الكندية المكلفة إرساء الأمن هناك، في وقت يعتقد قادة في الجيش الأميركي بأن «طالبان» أفادت من الهجوم الأخير على ولاية هلمند للتسلل الى مدينة قندهار المجاورة، وإنشاء سلطات ذاتية ومحاكم في مناطقها.