حمّل رئيس نادي الوحدة سابقاً وعضو شرفه والخبير الرياضي عبدالوهاب صبّان أسباب تدهور حال الفريق الكروي الأول ل«رعاية الشباب» ول«لجنة تطوير النادي»، مؤكداً أن فريق الوحدة «يغرق»، واصفاً وضعه الحالي ب«المر» وال«أليم»، وقال ل«الحياة»: «الجمهور الوحداوي سيبكي دماً وليس دمعاً في لحظة تأكد هبوط الفريق إلى الدرجة الأولى، فالرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة العليا لتطوير النادي تتحمل هذه الكارثة التي يمر بها النادي الآن، وحاولنا قدر المستطاع أن نصلح الحال، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالظروف كافة غير مساعدة على النجاح، والإدارة الحالية تدور في حلقة مفرغة، والواقع والمؤشرات تقول إننا اقتربنا من الهبوط المرير، فالدموع سكبناها طوال الدوري، وآخرها بعد مباراة مع فريق الشعلة والخسارة المؤلمة منه، إذ تلقيت اتصالاً من عاشق وحداوي مخضرم عمره 68 عاماً، وكان يبكي بحرقة، ويقول لماذا تركتم الوحدة؟ فأكدت له بأنني ابتعدت عن النادي وتفرغت لأبنائي وأحفادي مع دخولي السبعينات من عمري وحال النادي لا يتناسب مع سني وصحتي، خصوصاً بعدما اكتشفت أن النادي طريق طويل ليس له نهاية، وقال لي المشجع أن الوحدة لديه أهم من الأبناء والأحفاد والسن، ويا ليت قومي يعلمون عن معاناة كل مشجع وحداوي كبيراً كان أم صغيراً». وأضاف: «تدهور الوحدة تتحمله الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المقام الأول ثم اللجنة العليا لتطوير النادي، وذلك عبر سلسلة من الأخطاء التي لا تغتفر، فتكليف إدارة علي داود مدة عامين كان قراراً خاطئاً وسابقة لم تحدث في التاريخ الرياضي، فكان من الأفضل أن يتم تكليفه مدة عام ثم يُقيم عمله ويُمدد له إن كان ذلك في مصلحة النادي، كما ان نقاط الخلاف بين الرئاسة العامة ولجنة التطوير في لائحة تكوين المجلس الشرفي ذهب ضحيتها النادي وجعلت الكثيرين من أعضاء الشرف أصحاب المال يبتعدون عن الدعم، لأنه ليست لهم صفة رسمية، فرعاية الشباب لها لائحة محددة بخصوص أعضاء الشرف ولجنة التطوير الموقرة رفعت لائحة جديدة بها من أربع إلى خمس مواد مخالفة للائحة رعاية الشباب، ولهذا لم تتم الموافقة عليها حتى الآن بسبب الجدل القائم بين الجهتين، وبذلك سيسقط النادي ضحية هذا الجدل الغريب ولعدم تكوين مجلس شرفي إلى مصاف الدرجة الأولى، فالوحدة ستسقط كما سقطت الدولة البيزنطية التي دخلت في جدلية البيضة والدجاجة وأيهما خلق أولاً في الوجود قبل أن يفاجأوا بالغزو الذي أسقط دولتهم وحطم كل آمالهم». وواصل الصبان حديثه متحسراً على حال فريقه، قائلاً: «من المؤلم أن نرى مدرج الوحدة التاريخي يحضر به 230 مشجعاً فقط في الشرائع، في وقت كانت مباريات الناشئين والشباب يحضر فيها أكثر من 500 مشجع في ملعب النادي، فقد طفح كيل الجماهير من سياسة الإدارة الحالية التي قادت النادي إلى النفق المظلم، وكل شيء في الوحدة محبط ولا يدعو للتفاؤل، واللاعبون معنوياتهم هابطة وليس لديهم دافع حب الشعار، ونحن كأعضاء الشرف أصبحنا عاجزين عن فعل ما يفيد النادي، واللجنة العليا للتطوير التي أرى بأن مسماها غير قانوني تركت الأمور تزداد سواءً من دون أي تحرك إيجابي، ولذا علينا فقط أن ننتظر حدوث الكارثة وهبوط الفريق إلى الدرجة الأولى وعندها لا يفيد البكاء على اللبن المسكوب». ووجه الرئيس الوحداوي السابق و«الخبير» رسالة إلى رئيس اللجنة العليا لتطوير الوحدة، صالح كامل، قائلاً: «أنت كبير الوحداويين ويجب أن تسارع إلى لم الشمل وعقد اجتماع تاريخي يعيد النادي إلى جادة الصواب، فمن الغريب أن تظل صامتاً وفي موقف المتفرج على ناديك المكي وهو يغرق وأنت أحد أبناء مكةالمكرمة، فالمال وحده لا يكفي ويجب أن تعلم بأن أموالك حتى الآن ضائعة، ولم يستفد منها النادي سوى المزيد من الآهات والمعاناة وحرقان الدم بين الجماهير والعشاق والمحبين».