تستعد «مدينة جميرا» التي تستحضر بأبراجها التقليدية وممراتها المائية المتداخلة بالمقاهي والفنادق ومياه الخليج الزمردية شيئاً من روح مدينة البندقية الإيطالية، لعملية توسيع ضخمة كلفتها 680 مليون دولار تماشياً مع الانتعاش السياحي الذي تشهده الإمارة. وتستقبل «مدينة جميرا» ملايين السياح سنوياً وتحمل في تصميمها شاهداً على صعود دبي من ميناء تجاري صغير على ضفاف الخليج إلى مركز عالمي للأعمال. وستضيف خطة التوسيع إلى «مدينة جميرا» التي تحتضن مهرجان دبي السينمائي الدولي سنوياً، فندقاً رابعاً وسوقاً تقليدية إضافية وشوارع للمشاة ومنازل فخمة. وسيتم التوسيع باستخدام الأسلوب المعماري ذاته الذي عرفت به «مدينة جميرا» التي تضم مركزاً للمؤتمرات وبازاراً فيه نحو مئة متجر، وتعد من ابرز المعالم السياحية للإمارة. وهي تحاذي كيلومترين من الشواطئ البيضاء يظللها فندق «برج العرب» الذي شكل منذ العام 1999 رمزاً لدبي إلى أن أنزله عن عرشه برج خليفة الأعلى في العالم. وقال المهندس المعماري جوناثان نولان المتخصص في البناء التقليدي «إن معمار مدينة جميرا يغرف من الإرث المعماري القليل نسبياً الموجود في دبي والخليج ويرفعه إلى مستوى ملكي». واعتبر أن أبرز العناصر المعمارية التي تصنع جمال مدينة جميرا، هي «البراجيل» المنتشرة بالمئات في المدينة، اضافة إلى الممرات المائية التي تجوبها القوارب التقليدية الصغيرة. والبراجيل هي أبراج الهواء التقليدية التي كانت جزءاً من الفن المعماري في دبي والخليج، وتسمح بخروج الهواء الساخن من المنزل واستبداله بالهواء البارد ما يشكل عملية تكييف طبيعية. وقال نولان إن «بناء مدينة جميرا أسس لنمط واسع النطاق في دبي، وهو استخدام المعمار التقليدي أسلوباً للفخامة وتأكيداً للصعود الاقتصادي والخروج من زمن الندرة». وتدير المرافق الفندقية في المدينة مجموعة جميرا الإماراتية التي باتت تشرف على نحو 20 فندقاً في العالم لتكون أول شركة ضيافة عربية تجد مكاناً لها في هذا السوق. وصممت مجموعة «ميراج ميلي» جميرا التي افتتحت المرحلة الأولى فيها في أيلول (سبتمبر) 2003، وضمت فندقاً ومجمع «مينا السلام» الذي يسعى إلى استعادة أسلوب الحياة حول خور دبي، وهو الممر البحري الضيق الذي يشق اليابسة في دبي وتجوبه قوارب «العبرة». وقد شكل طوال عقود مركزاً تجارياً يربط بين الخليج وشبه القارة الهندية ومنطقة القرن الأفريقي وإيران. أما العنصر الأهم في المدينة فهو «السوق» المؤلفة من شوارع ضيقة متداخلة مسقوفة بالأخشاب المقوسة والمزخرفة، وتضم متاجر ومطاعم ومسرحاً داخلياً ومدرجاً خارجياً. أما مشروع التوسيع فيشكل المرحلة الرابعة من المدينة وستبلغ كلفتها 680 مليون دولار، على أن تشمل اضافة فندق جديد وسوق تقليدية ومجموعة من المنازل والممرات الخاصة بالمشاة. ويفترض أن تفتتح في 2015.